سجلت مواجهات، أمس، بين متظاهرين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في شمال الضفة الغربية المحتلة، في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، حيث تجمع أكثر من مائة فلسطيني قرب الجدار الإسرائيلي في قرية بلعين، ورشق بعضهم الجنود الإسرائيليين بالحجارة، في حين استخدم هؤلاء الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، مما تسبب في إصابة أحد المتظاهرين في المواجهات. ويحيي الفلسطينيون سنويا في مثل هذا اليوم (أمس) «يوم الأسير»، تضامنا مع أكثر من ستة آلاف فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، بحسب نادي الأسير الفلسطيني. وبهذا الخصوص قال عبد الله أبو رحمة، أحد منظمي التظاهرة: «لن نتخلى عن أسرانا.. وسندافع عن حقهم في الحرية، وخصوصا أن معظمهم أوقفوا بطريقة غير قانونية من قبل القوات الإسرائيلية». وتشير أرقام رسمية فلسطينية إلى أنه منذ 1967 اعتقلت إسرائيل في سجونها 800 ألف فلسطيني. وتعهد الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب القسام، أمس، للمعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل بأن «لحظة الفرج قادمة»، مؤكدا أنه لن يتخلى عن العمل على تحريرهم. وقال الناطق باسم الكتائب المكنى (أبو عبيدة) في كلمة تلفزيونية مسجلة، وجهها للمعتقلين بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني: «كونوا على ثقة ويقين بأن لحظة الفرج قادمة، ومن حاول يومًا قهركم فسنقهره بإذن الله، وسيفرض شعبنا ومقاومته إرادته على المحتل»، مؤكدا أن «القسام والمقاومة تتضامن مع الأسرى لا بالشعارات والكلمات، بل بالعمل الحثيث والجهد الدؤوب، والأداء المتقن المدروس لتحريرهم وعودتهم لأهلهم». وأضاف مخاطبا المعتقلين: «لقد بات من المعلوم لديكم ولدى شعبنا وأمتنا أن عملنا من أجلكم هو ثابت وعقيدة، وواجب والتزام، ودورٌ مقدس، لا يمكن أن نتخلى عنه في أي وقت وتحت أي ظرف، والعدو قبل الصديق». ويذكر أن كتائب القسام أعلنت في 20 يوليو (تموز) الماضي عن خطفها جنديا إسرائيليا خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، خلال هجومه على القطاع، صيف العام الماضي. وقد لمح عدد من مسؤولي حماس إلى أن لدى الحركة عدة مفاجآت فيما يتعلق بأسرى وأشلاء جنود إسرائيليين، بعد انتهاء الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. وبهذا الصدد، قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، المقيم في قطر، إن حركته لن تعقد أي اتفاق أو صفقة حول تبادل الأسرى مع إسرائيل قبل أن تلتزم الأخيرة بما سبق منها حتى ينال الأسرى حريتهم، وبشر الأسرى بحرية قريبًا جدًا، كما أكد أن حماس ستضاعف جهودها ومحاولاتها «من أجل إجبار العدو للإفراج عن الأسرى». من جهة ثانية، ذكرت مصادر مطلعة في تل أبيب أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف تشكيل حكومة جديدة خلال أقل من ثلاثة أسابيع، التقى قادة اليمين المتطرف الذين سيستمعون منه إلى تفاصيل أهدافه، وخصوصا الأمنية منها. وأكد وزير الخارجية المنتهية ولايته أفيغدور ليبرمان للإذاعة العامة أن الهدف هو «التوافق على مبادئ، وعلى عقوبة الإعدام للإرهابيين، والقضاء على نظام (حركة) حماس الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة». من جهتها، أوضحت ايليت شاكيد، وهي أحد مؤسسي حزب البيت اليهودي أن بينيت سيدعو إلى تشكيل حكومة وحدة ينضم إليها يسار الوسط، الذي حل ثانيا في نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت قبل شهر. وقالت شاكيد إن بينيت ونتنياهو سيبحثان «شراكة داخل الحكومة، شراكة جديدة وفعلية»، معتبرة أن هذه الشراكة «يجب أن تتأسس على مبادئ المعسكر القومي، وليس على مبادئ اليسار. ويجب أن يبلغونا إلى أين تتجه هذه الحكومة، لأننا لا نفهم حقيقة». ويسعى نتنياهو زعيم حزب ليكود الذي فاز في انتخابات 17 مارس (آذار) الماضي، إلى تشكيل ائتلاف أعلن أنه سيكون يمينيا، لكن الصحافة الإسرائيلية تحدثت عن مفاوضات سرية مع حزب العمل اليساري بزعامة إسحق هرتزوغ، الأمر الذي سارع الجانبان إلى نفيه. ويتحتم على نتنياهو أن يشكل حكومته قبل 22 من أبريل (نيسان) الحالي، وإذا لم يتمكن من ذلك، فبإمكانه أن يطلب مهلة إضافية تستمر أسبوعين لمواصلة مشاوراته.
مشاركة :