وسط ترقب لإقرار الغرفة الأدنى بالبرلمان الهندي إلغاء الوضع الخاص للمنطقة المتنازع عليها، رفَع الجيش الباكستاني سقف التحدي أمس، بتأكيده أنه «سيذهب إلى أي مدى»، من أجل دعم قضية كشمير المقسمة منذ عام 1947. وبعد اجتماعه مع كبار القادة في راولبندي، قال قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا، إن «القوات المسلحة ستبذل قصارى جهدها لدعم الناس في منطقة كشمير المتنازع عليها، وستقف بحزم إلى جانب الكشميريين في نضالهم العادل حتى النهاية»، مضيفاً: إننا مستعدون، وسنذهب إلى أي حد؛ للوفاء بالتزاماتنا في هذا الصدد. وأمام جلسة مشتركة للبرلمان، وعد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان باللجوء لمجلس الأمن ورفع إلغاء الحكم الذاتي لكشمير إلى المحكمة الجنائية الدولية، متهماً نظيره الهندي ناريندا مودي بانتهاك القانون الدولي بشكل سافر لتحقيق أجندة معادية للمسلمين في البلدين النوويين. ونشرت الهند عشرات الآلاف من قواتها في كشمير، وأبقتها تحت إجراءات مشددة، للحيلولة دون خروج احتجاجات أو وقوع أعمال عنف. وتم تعليق خدمات الإنترنت وخطوط الهاتف، في حين جرى إغلاق المؤسسات التعليمية والشركات، وجرى فرض حظر على التجمعات الكبيرة. وفي ظل هذه الإجراءات الأمنية المشددة، أجرى أعضاء الغرفة الأدنى بالبرلمان «بيت الشعب (لوك سابها)» مناقشات حول «مشروع قانون إعادة تنظيم جامو وكشمير»، بعد يوم من تقديم التشريع، جنباً إلى جانب مع مرسوم رئاسي بإلغاء المادة 370 من الدستور الهندي، والتي تمنح الوضع الخاص لولاية جامو وكشمير وتتيح لها قدراً كبيراً من الحكم الذاتي. وأقرت الغرفة العليا بالبرلمان «مجلس الولايات (راجيا سابها)»، أمس الأول، مشروع القانون بموافقة 125 عضواً، مقابل اعتراض 61 آخرين. وكسر مشرعون من المعارضة القاعدة، وانضموا في التصويت لحزب «بهاراتيا جاناتا» القومي الهندوسي الحاكم. ومن المتوقع أن يتم تمرير المقترحين بسهولة في «بيت الشعب»، حيث يمتلك حزب «بهاراتيا جاناتا» أغلبية واضحة. ويخفض مشروع القانون المتعلق بإعادة التنظيم وضعية المنطقة من ولاية إلى منطقتين تخضعان للإدارة الاتحادية: «جامو وكمشير» و«لاداخ». ومن المقرر أن يظل لجامو وكشمير مجلس تشريعي خاص، بينما لن يكون الأمر نفسه لـ «لاداخ». وقوبل التحرك بإدانة قوية، أمس، من جانب باكستان، التي تؤكد أن المنطقة المتنازع عليها كلها تتبعها، إلا أن الخطوة قوبلت بترحيب واسع من جانب الهنود، الذين يعتقدون أن القرار سيسرع من تكامل هذه الولاية المضطربة مع الهند.
مشاركة :