حقق بنك العظام بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث قفزة كبيرة بزيادة عدد عمليات زراعة العظام إلى أكثر من الضِعفين، وذلك إثر إجراءه 178 عملية خلال العام الماضي 2014م، في حين أجرى 54 عملية فقط في العام السابق 2013م، وبذلك يصل المجموع التراكمي لحالات زراعة العظام في المستشفى إلى 301 عملية منذ إنشاء البنك عام 2010م. وأوضح ل"الرياض" استشاري ورئيس قسم جراحة العظام بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور زايد الزايد أن بنك العظام في المستشفى التخصصي يعد الوحيد من نوعه على مستوى المنطقة، وقد شهد خلال العام الماضي 2014م طفرة كبيرة في عدد المتبرعين بحصوله على عظام 25 متبرعاً مقارنة بخمسة متبرعين فقط خلال عام 2013م. ونتيجة لذلك فقد وصل مخزون البنك إلى 468 وحدة عظمية تشمل أحجام متنوعة من العظام والأوتار المستأصلة من 62 متبرعاً متوفاً دماغياً خلال السنوات الخمس الماضية. وعَزا الدكتور الزايد الطفرة في عدد المتبرعين إلى تفعيل برامج التبرع بالعظام وزيادة الوعي بأهميتها في الأوساط الطبية، ونتيجة لهذه الزيادة فقد وصل المستشفى التخصصي خلال العام الماضي إلى الإكتفاء الذاتي ولم يعد بحاجة إلى استيراد العظام الطبيعية أو الصناعية المكلفة من الخارج، بل أصبح البنك يقوم بتوفير الوحدات العظمية لعدد من المستشفيات المحلية بعد أن تم تجهيزه بالوسائل اللازمة لنقل العظام بطريقة تضمن سلامتها للمريض، فيما سيبدأ قريباً في تصدير الوحدات العظمية لبعض المستشفيات الخليجية حال الانتهاء من الإجراءات التنظيمية. ولفت إلى أن البنك يعتزم مضاعفة سعته الاستيعابية لتخزين العظام خلال العام الحالي، نظراً لإمتلاء وحدات التبريد والتخزين في البنك، وذلك بهدف تغطية الحاجة المتزايدة من مرضى العظام في المملكة. وأضاف أن المستشفى يعتزم كذلك البدء في استئصال الغضاريف من المتبرعين المتوفين دماغياً وزراعتها مباشرة للمرضى المصابين في غضروف الركبة دون الحاجة إلى تركيب المفاصل الصناعية ذات العمر الافتراضي المحدود، الأمر الذي يرفع من نسبة نجاح العملية ويطيل في عمرها، لافتاً إلى أن العملية تبدأ من استئصال الغضروف من المتبرع وزراعته للمريض خلال بضعة ساعات للمحافظة على صلاحية الغضروف دون الحاجة إلى تخزينه في البنك. وأشار إلى أن البنك يخطط مستقبلاً إلى الاستفادة من التوجهات الطبية الحديثة في مجال تطبيقات الطب التجديدي لعلاج حالات آلام وتآكل المفاصل دون الحاجة إلى عمليات جراحية لزراعة المفاصل الاصطناعية، وهو ما يتلائم مع حالات كبار السن والمرضي الذين لا تناسبهم العمليات الجراحية. وأشار إلى أن أعمار المرضى تتفاوت ما بين 20 إلى 70 عاماً من كلا الجنسين، استفادوا من مخزون العظام والاوتار في البنك لإجراء عمليات معقدة تشمل تعديل العمود الفقري، وتثبيت مفصل الحوض، وجراحات أورام العظام، بالإضافة إلى الجراحات الرياضية كالرباط الصليبي، لافتاً إلى أن جميع المرضى يتمتعون بصحة جيدة ولله الحمد، وخلال 3 أشهر من الجراحة يستعيد المريض قدرته الحركية بشكل كبير. وبين الدكتور الزايد أن عظام المتبرعين المخزنة في بنك محلي تتفوق من ناحية الجودة وقلة الكلفة المادية مقارنة مع عظام المتبرعين المجففة المستوردة من الخارج والعظام الصناعية والمفاصل المعدنية، كما أن زراعة العظام تعتبر عملية آمنة جداً، تمتاز بسرعة إلتحام العظم المزروع مع عظام المريض ويندر فيها حدوث الالتهابات أو الارتخاء، ولا يحتاج فيها المريض إلى أدوية مثبطة للمناعة لتجنب رفض الجسم للعضو المزروع مثل حالات زراعة الأعضاء الحيوية كالقلب والكبد والكلى نظراً إلى أن العظام عبارة عن نسيج صلب يخلو من الشعيرات الدموية، ونتيجة للعملية يتمكن المريض من مزاولة حياته الطبيعية بشكل كبير ليكون فرداً مؤثراً في أسرته ومجتمعه.
مشاركة :