حذرت الصين، أمس الثلاثاء، من أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، وستتخذ تدابير مضادة في حال مضت الولايات المتحدة في خطط نشر صواريخ أرضية متوسطة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، داعية دول مثل كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا، إلى عدم السماح باستخدام أراضيها في تلك المخططات، في وقت أكدت فيه سيؤول وكانيبرا، عدم وجود أي مباحثات في هذا الشأن مع واشنطن. كما كررت موسكو أمس الأول، تحذيراً مشابهاً إلى واشنطن من تلك الخطوة. وجاء التحذير الصيني، بعد أيام من إعلان واشنطن، أنه بات بإمكانها نشر تلك الأسلحة في أعقاب انسحابها الأسبوع الماضي من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية المتوسطة المدى الموقعة مع روسيا. وقال المدير العام لمراقبة الأسلحة في وزارة الخارجية الصينية، فو كونج للصحفيين: «الصين لن تبقى مكتوفة الأيدي، وستكون مضطرّة إلى اتخاذ تدابير مضادة في حال نشرت الولايات المتحدة صواريخ أرض متوسطة المدى في هذه المنطقة»، داعياً أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية إلى «الحذر، وعدم السماح بنشر واشنطن صواريخ على أراضيها»، مؤكداً أن «هذا لن يكون في مصلحة الأمن القومي لتلك الدول». وقال فو، إنه من المهم أن تدرك الولايات المتحدة بأنها تقترح نشر الأسلحة على أبواب الصين، وأضاف: «بالنسبة لدولة شهدت أزمة الصواريخ الكوبية، أعتقد أن على الشعب الأمريكي أن يتفهم مشاعر الصين». وأكد المسؤول الصيني، أن أي نشر للصواريخ في جوام - على بعد نحو 3 آلاف كلم عن شنجهاي على الساحل الشرقي للصين- سيعد «عملاً استفزازياً كبيراً من جانب الولايات المتحدة، وقد يكون خطراً جداً». وقال فو إن حديث الولايات المتحدة عن أي انتهاكات صينية وروسية «محض ذرائع» وقال: «إن الهدف الحقيقي لانسحاب الولايات المتحدة، هو أن تطلق يدها لتطوير قدرات صاروخية». واستبعدت أستراليا، أمس الأول، نشر الصواريخ على أراضيها، قائلة إنه لم يُطلب أساساً من كانبيرا استقبالها، كما أعلنت سيؤول بدروها، أنه لم تجر أي مباحثات مع الولايات المتحدة بشأن نشر صواريخ متوسطة المدى. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع فيها تشوي هيون-سول: «كما أننا لم نراجع المسألة داخلياً، وليس لدينا خطة لذلك». ومن جهتها، أكدت روسيا أمس الأول، أنها لا تعتزم الدخول في سباق تسلح مع واشنطن، لكنها سترد بشكل دفاعي على أي تهديدات، وقال سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في مؤتمر صحفي: «إذا بدأ نشر أنظمة أمريكية جديدة وبالتحديد في آسيا سنتخذ الخطوات المقابلة، التي تحقق توازناً مع مثل تلك الإجراءات من أجل التصدي لمثل هذه التهديدات»، متوقعاً أن تنشر طوكيو قريباً نظام «إم كيه-41» الأمريكي لإطلاق الصواريخ في اليابان. وانسحبت واشنطن منذ أيام، من معاهدة نزع الأسلحة النووية المتوسّطة المدى، والتي وقّعتها مع موسكو خلال الحرب الباردة للحد تماماً من الصواريخ البرية التي يراوح مداها بين 500 و5500 كلم.(وكالات)
مشاركة :