حين ندعو إلى اتخاذ موقف عربي ودولي (رادع) من المشروع الإيراني القائم على التوسع عبر الإرهاب وتجنيد مرتزقة وعملاء «عقديين» وخونة أوطان وقرصنة فإن هذه الدعوة لا تعني أننا نريد حربا في الخليج العربي؛ لأن هذه المنطقة كفاها حروبا، وإنما نريد أن يتخذ كل العرب أولا والمسلمون ثانيا والعالم ثالثا (موقفا جذريا) من نظام الملالي وإرهابه وتهديده لأمن واستقرار وتجارة العالم. { حين ننتقد الموقف الغربي من عدم اتخاذ إجراءات حاسمة لا نعني أيضا الدعوة إلى الحرب العسكرية، وإنما نعني أن تتغير أولا الاستراتيجية الغربية وأن يتم التراجع عن المشروع الغربي في المنطقة والذي بسببه تفاقمت الصراعات الطائفية والعرقية وتضخم الدور الإرهابي لإيران وقطر وتركيا بعد أن تلاقح المشروع الغربي في المنطقة مع المشروع الإيراني ومشروع الإخوان إلى جانب الدور القطري في تغذية المشاريع الثلاثة لإضعاف دول الخليج والمنطقة العربية! نعني بهذا أن نبدأ أولا بإنهاء (التواطؤ والتخادم) بين هذه المشاريع الثلاثة من أجل مصالح بعض الدول الاستعمارية الغربية الكبرى التي يديرها العقل الصهيوني والماسوني من دون رحمة أو ضمير لتمزيق الشعوب العربية وتفتيت دولها. { لسنا مع اكتظاظ الخليج العربي بالقوة العسكرية الغربية وعلى رأسها الأمريكية والبريطانية مادامت هذه الدول هي ذاتها التي أسهمت في الاستقواء الإيراني وتوسعها وإرهابها! فرنسا وألمانيا تدعوان إلى الحل الدبلوماسي، وهذا الحل في الواقع ليس هو البديل لأي تصعيد عسكري أيضا في ظل بقاء النظام الإيراني كما هو بفلسفته العقدية والسياسية التوسعية والإرهاب عبر الوكلاء! «البديل الحقيقي» أن تجتمع الإرادة الدولية ضد الإرهاب الإيراني ومشروع الملالي، وأن يتخذ الغرب موقفا حقيقيا من هذا الإرهاب عبر ممارسة الضغوط بشكل دولي؛ لأن الواقع والقراءة الموضوعية يشيران إلى أنه لا حل مع نظام الملالي إلا بزواله! أما تناقضات المواقف الغربية بين أمريكا وأوروبا فهي تسهم في حقيقة الأمر في إعطاء قبلة الحياة بشكل مستمر لهذا النظام العقدي والإرهابي والتوسعي، وخاصة إذا حاز السلاح النووي! { إذا أراد النظام الدولي الذي يتحكم فيه الغرب بشكل أو بآخر حتى اللحظة تأمين المصالح الدولية كما يدعي ومكافحة الإرهاب الإيراني فعليه لمرة واحدة وأخيرة أن يختار بشكل جدي بين بقاء نظام الملالي والمصالح الدولية والأمن والاستقرار في المنطقة وفي مجال الملاحة الدولية في الخليج (بعيدا عن التلاعب أو التواطؤ أو التخادم وإدارة الأزمة لا حلها) فقط عن طريق زيادة الوجود العسكري والتحالف العسكري الذي مهمته تأمين المصالح الغربية الاستعمارية لا حماية الخليج! * على القادة العرب ألا يقفوا مكتوفي الأيدي وإيران وصلت تهديداتها في ظل التلاعب الغربي إلى إنشاء مفاعل نووي جديد وزيادة نسبة التخصيب لليورانيوم وإطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى فيما ترامب يقول: (إن هذا الاختبار لن يؤثر علينا)! ووزير خارجيته يصرح: (نحن مستعدون للذهاب لإجراء محادثات مع إيران)! ونحن نعرف أن التصريح مؤخرا أيضا بصفقة جديدة مع إيران يعني في النهاية تأمين الجانب الإسرائيلي لا أكثر فيما طهران تسوق في الدلال وتقول إنها لن تتفاوض مع واشنطن! { ما حقيقة ما يحدث إذن؟! هل مع العجز الغربي «التكتيكي» والتلاعب كما نراه ستعمل إيران على أن تصبح كوريا الشمالية أخرى؟! هل ستضع إيران المنطقة والعالم أمام حقيقة أنها أصبحت قوة عسكرية نووية؟! هل ستتبع ذات أسلوب كوريا الشمالية التي أطلقت بعد أيام فقط مؤخرا من لقاء زعيمها بـ«ترامب» صواريخ (فائقة الحداثة) في اختبار جديد، فيما «ترامب» لا يزال يدعو إلى مفاوضات ومحادثات بينه وبين الرئيس الكوري؟! يقول أحد المحللين الاستراتيجيين «طلعت رميح» إن ما تفعله كوريا لم يستدع اتخاذ أي إجراء أمريكي، فلماذا لا تفعل إيران مثلها وتعلن نفسها نووية قريبا وتضع الجميع أمام الأمر الواقع ثم تتفرغ للمفاوضات كما تفعل كوريا الشمالية؟! * طالما إيران ترى أن خلاصة الموقفين الأمريكي والأوروبي بل والصيني والروسي لا تنتج تهديدا حقيقيا لها فلماذا لا تستمر إذن في مشروعها الإرهابي والتوسعي والنووي؟! وإذا كان «ترامب» يرفض حماية مضيق هرمز والاتحاد الأوروبي يريد حماية نظام الملالي فلماذا لا تنساق إيران خلف تهديداتها لأمن واستقرار المنطقة؟! الرسالة الأمريكية-الأوروبية بل والتواطؤ الروسي-الصيني كما تفهمه إيران هو (تصرفي كما تشاءين في المنطقة)! ولربما الغرب بطرف خفي لا يعبأ في النهاية بنشوب حرب دموية في الخليج بشرط أن تكون أطرافها إيران ودول الخليج نفسها في البداية. { طالما ليس من وجود لرؤية غربية جذرية لمخاطر هذا النظام على العالم كله فإن الإجراءات الدولية ستبقى معروضة في سوق المصالح الضيقة والاستعمارية للدول الكبرى، ولتذهب شعوب الخليج وحتى الشعب الإيراني إلى الجحيم! لذلك لا بد من رؤية خليجية-عربية ذاتية في حماية الذات من كل هؤلاء المتكالبين على مصالحهم وحدها، وليس من إيران الإرهابية فقط! لا بد من فرض الرؤية العربية في الحفاظ على أمن واستقرار الخليج بدل الانسياق خلف الرؤى الغربية، كما وصفنا مواقفها التي أدت إلى تضخيم إيران!
مشاركة :