كشف مصدر أمني مطلع على تحقيقات حادث التفجير الإرهابي أمام معهد الأورام في القاهرة، أن تتبع جهاز الـGPS الذي كان في السيارة المسروقة المحملة بالمتفجرات، أشار إلى أن السيارة تنقلت بين 3 محافظات، وكانت تستهدف منشأة بنطاق ميدان التحرير وسط القاهرة. وقال المصدر لـ«الاتحاد»، طالبا عدم ذكر اسمه لحساسية التحقيقات، إن جثامين الشهداء الـ 22 تم تسليمها لمستشفيات قصر العيني ومعهد ناصر، وأخذت منها عينات تم إرسالها إلى المعمل الطبي لإجراء تحليل (DNA)، موضحاً أنه لا زال هناك مفقودين وأشلاء جار التعرف عليهم. وأوضح المصدر أن الترجيحات الأمنية تفيد بأن الخلية التي كانت تخطط للحادث والمنفذ يقطنون مناطق ريفية بمدن ساحلية مصرية، ولفت إلى أن الإرهابي الذي كان يقود السيارة الحاملة للمتفجرات لم يكن يعرف الطريق جيدا وتفادى أحد الأكمنة ودخل المنطقة بالخطأ. وأوضح أن الإرهابيين اختاروا التوقيت بدقة ليفسد على المصريين فرحتهم بأجواء العشر الأوائل من ذي الحجة واقتراب عيد الأضحى المبارك، مشيراً إلى أن بقايا الانفجارية «السي فور انفو» المستخدمة في العملية تتم صناعتها بمعامل «عز الدين القسام» (الجناح العسكري لحركة حماس) وربما هربت من هناك أو دخلت مصر بطريقة أخرى. وأصيب نائب رئيس محكمة النقض المصرية، المستشار أحمد الشاذلي، وأسرته في التفجير. وقالت وزارة العدل في بيان، إنه تصادف قيادته لسيارته بصحبة الأسرة في مكان الحادث، ما أدى لتعرضهم لإصابات متفرقة نقلوا على إثرها إلى مستشفى معهد ناصر. وأصدر وزير العدل المستشار محمد حسام عبد الرحيم تعليمات لمساعده لشؤون الرعاية الصحية والاجتماعية بالانتقال إلى معهد ناصر للاطمئنان على صحة المستشار المصاب، وأسرته وتلقيهم أوجه الرعاية والعلاج الكاملة وتكليف أجهزة الوزارة المعنية بمتابعة حالتهم الصحية والاطمئنان عليهم. وأدان الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، التفجير الإرهابي الأثيم. وشدد على أن ارتكاب هذه الجريمة في مكان مزدحم بالأبرياء من أطفال ونساء ومرضى، وقبيل أيام من عيد الأضحى المبارك، وفي هذا الشهر الحرام، يكشف الوجه الحقيقي للجماعات الإرهابية، ويفضح كذب التصاقهم بالإسلام، مبينًا أن كل ما ترتكبه هذه الجماعات البربرية المتوحشة يخالف تعاليم الإسلام، ويتنافى مع مقاصده وفي مقدمتها حفظ النفس، بل هو خروج صريح على كتاب الله وتعاليم الأديان قاطبة. وأكد وقوفه إلى جانب كل مؤسسات الدولة المصرية في وجه الإرهاب، كما أكد أن هذه الجرائم لن تزيد الشعب إلا تكاتفاً وتماسكاً وإصراراً على مواجهة الإرهاب حتى اقتلاعه من جذوره. وتواصلت ردود الفعل المنددة بالاعتداء، حيث بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية، برقية عزاء ومواساة، للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقال: «تلقينا نبأ الحادث الإرهابي الذي وقع في محيط منطقة القصر العيني في القاهرة، وما نتج عنه من وفيات وإصابات، وإننا إذ ندين بأشد العبارات هذه العمل الإجرامي، لنشارككم ألم هذا المصاب، مؤكدين وقوف المملكة العربية السعودية مع جمهورية مصر العربية وشعبها الشقيق، ومعربين لكم ولأسر المتوفين وللشعب المصري الشقيق باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا عن بالغ التعازي، وصادق المواساة، راجين للمصابين الشفاء العاجل، سائلين الله أن يجنب بلادكم وشعبها الشقيق كل سوء ومكروه». وأدانت سلطنة عمان بشدة الانفجار. وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية أن السلطنة تجدد موقفها الثابت الرافض للعنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب، كما أعربت عن تعازيها ومواساتها لذوي الضحايا والشعب المصري، وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل. وأدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني بشدة التفجير الإرهابي، ووصفه بأنه جريمة مروعة تتنافى مع جميع القيم الأخلاقية والإنسانية. وعبر عن استنكاره لهذه الجريمة البشعة التي تبرهن على ضرورة تعزيز جهود المجتمع الدولي لمواجهة التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها، مؤكداً ثقته في قدرة الأجهزة الأمنية المصرية على كشف ملابسات هذا العمل الإجرامي الجبان والقبض على مرتكبيه وتقديمهم للقضاء العادل، معرباً عن تعازيه الحارة لذوي الضحايا وللحكومة والشعب المصري الشقيق، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل. وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، بشدة، الحادث الإرهابي. وأعرب باسمه ونيابة عن الأمانة العامة للجامعة عن تعازيه لمصر ودعواته أن يسكن الضحايا فسيح جناته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يُنعم على المصابين بالشفاء العاجل. وأكد مصدر مسؤول وقوف الجامعة وتضامنها الكامل مع مصر في حربها المستمرة ضد الإرهاب، وتثمين الدور الوطني الذي تقوم به القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المعنية في جمهورية مصر العربية، في صون الاستقرار والسلم. وأعرب السودان عن إدانته واستنكاره الكاملين لجريمة التفجير الإرهابي الجبان الذي وقع بالقرب من معهد الأورام بالقاهرة. وتقدمت وزارة الخارجية بخالص التعازي لأسر الضحايا ولشعب وحكومة جمهورية مصر العربية الشقيقة. وجدد كامل تضامن السودان مع مصر في مواجهة محاولات الإرهاب اليائسة التي من المؤكد أنها لن تنال من الاستقرار والأمن والتنمية التي تنعم بها. كما أعربت تونس عن إدانتها واستنكارها للعمل الإرهابي، وجددت دعوتها المجموعة الدولية إلى مزيد من التنسيق والتعاون لمواجهة ظاهرة الإرهاب لما تمثله هذه الآفة من خطر على أمن واستقرار وتنمية بلدان العالم. واستنكرت لجنة الخارجية بمجلس النواب الليبي، بأشد العبارات حادث التفجير الإرهابي، مؤكدة وقوف ليبيا إلى جانب مصر في مواجهة هذه الأعمال الإجرامية التي لن تُثنينا عن السير ببلدينا وشعبينا إلى الاستقرار والازدهار. وقدّم رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي التعزية لجمهورية مصر العربية في ضحايا حادث التفجير. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس بقوة الهجوم الإرهابي الذي وقع بالقاهرة وقدم تعازيه إلى شعب وحكومة مصر وأسر الضحايا، معربًا عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين. وأعلن الاتحاد الأوروبي، وقوفه مع مصر في جهودها لدحر الإرهاب. كما دانت إسبانيا بشدة التفجير الإرهابي وأعربت عن تضامنها الكامل مع أسر الضحايا والسلطات المصرية فيما أعربت عن تمنياتها بالشفاء العاجل والكامل للضحايا.
مشاركة :