لن يكون الباب الضيق هو الذي يخرج منه عدد كبير من المفرج عنهم بعد انتهاء محكوميتهم، بل ينتظرهم الباب الكبير، بعد خطوة حكومية، أهلية، تستهدف توفير وظائف نوعية لنزلاء السجون في مجالات تمثل واجهة المستقبل، ووفق خطة تدريب عالية الجودة من حيث المخرجات المناسبة لسوق العمل. وتأتي مبادرة برنامج كوادر لتأهيل الشباب، والتي وقع اتفاقيتها بالأحرف العريضة سعادة اللواء محمد بن علي الأسمري مدير عام السجون، والأستاذ محمد بن سعيد آل طاوي الرئيس التنفيذي لشركة الألفية، بهدف وضع لبنة في طريق الاستثمار في رأس المال البشري، والعمل على دعم الإنسان السعودي بكل شرائحه ليكون شريكًا مؤثرًا ومشاركًا فاعلًا في رؤية 2030. وقال مدير عام سجون منطقة مكة المكرمة اللواء ماجد بين بندر الدويش، أن برامج التدريب المنتهية بالتوظيف هي نتيجة هذه المبادرة التي تعكس رغبة وقدرة القطاع الأهلي على المساهمة في دعم الملفات الوطنية، ومنها ملف ْتأهيل نزلاء السجون للعودة من جديد لمجتمعاتهم وأسرهم، والانخراط فورا في سوق العمل. وأضاف اللواء ماجد بن بندر الدويش، أن التوجيهات الحكومية للاهتمام بإعادة تأهيل نزلاء السجون، تأتي في قائمة الأولويات ، وأن هناك برامج تسير في خطوط متوازية لإنجاح هذه التجارب، وضمان استمراريتها لتشمل أكبر شريحة من النزلاء، وبما يتوافق مع إمكاناتهم ومهاراتهم. من جهته، قال الأستاذ محمد بن سعيد آل طاوي الرئيس التنفيذي لشركة الألفية الحديثة للتدريب والتعليم، أن مستوى التعاون من سعادة اللواء ماجد الدويش مدير سجون منطقة مكة المكرمة، كان له الأثر في تسريع إنفاذ المبادرة، والبدء في المرحلة الأولية للتدريب المنتهي بالتوظيف -إن شاء الله-. وأفاد الأستاذ محمد آل طاوي، بأن المبادرة لقيت ترحيبًا من القطاع الخاص، الذي منحهم الضوء الأخضر لتوظيف المتدربين من النزلاء، على أن تكون مباشرتهم لأعمالهم فور إنتهاء محكوميتهم. يشار إلى أن نشرة المبادرة، تضمنت معايير تضمن نجاح المبادرة تتعلق باختيار الأشخاص وجاهزيتهم الصحية والنفسية والبدنية، وسلوك النزيل طوال فترة محكوميته، وتحقيقه لمتطلبات ومهارات التدريب. وكانت الحكومة السعودية، قد سنت طوال الأعوام الماضية، سلسلة من الإجراءات لتحسين بيئة السجون، وجعلها محفزة الإصلاح، وحاضنة للتأهيل، كما عملت على تشجيع القطاع الأهلي على توظيف المفرج عنهم، واحتساب “الشخص الواحد” بشخصين في خانة السعودة.
مشاركة :