استهدف انتحاري من حركة طالبان مركزا للشرطة في العاصمة الأفغانية، الأربعاء، ما أسفر عن مقتل 14 شخصا وإصابة 145، معظمهم من المدنيين، حسبما قال مسؤولون، في واحدة من أسوأ الهجمات في كابول هذا العام. وهز انفجار الصباح المدمر أجزاء كبيرة من المدينة، بعد يوم واحد فقط من إعلان مبعوث أمريكي وطالبان عن التقدم المحرز في محادثاتهما بشأن التفاوض على إنهاء الحرب، التي دامت 18 عاما في أفغانستان. ويشعر الكثير من الأفغان بالقلق حيال ما سيحدث بمجرد عودة القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو المقدر عددها بحوالي 20 ألف جندي إلى بلادها. وقال المتحدث باسم الشرطة، فردوس فارامارز، إن مهاجما من حركة طالبان فجر سيارته المليئة بالمتفجرات عند نقطة تفتيش أمنية خارج مقر الشرطة في أحد أحياء الشيعة في غرب كابول. وتقع مدرسة تدريب تابعة للجيش بالقرب من المكان، وقالت طالبان، إنها استهدفت مركز تجنيد لقوات الأمن. وقال نائب وزير الداخلية، خوشال سادات، للصحفيين، إن من بين الجرحى 92 مدنيا، وقال إن 4 من رجال الشرطة كانوا من بين القتلى. ووقع الهجوم بينما كان العديد من سكان كابول مشغولين بالتحضير لعيد الأضحى، الذي يبدأ يوم الأحد. وتصاعد عمود ضخم من الدخان في السماء خلال ساعة الذروة الصباحية، وفي وقت لاحق قام أصحاب المتاجر بإزالة الزجاج المكسور. وقال محمد قاسم، وهو شاهد عيان، “كنت أتناول إفطاري بأحد المطاعم عندما وقع الانفجار، تحطم الزجاج فوقنا وهرعنا إلى الشارع”. على الرغم من استمرار محادثات السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان وقول طالبان إنها ستبذل المزيد لحماية المدنيين، فإن عددا متزايدا من المدنيين يقتلون في أفغانستان، وقالت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر إن يوليو/ تموز. وشهد أكبر عدد من الخسائر في صفوف المدنيين خلال شهر واحد منذ عام 2017، حيث قتل أو جرح أكثر من 1500، بينما ارتفعت هجمات المتمردين. وأدان الرئيس التنفيذي، عبد الله عبد الله، هجوم الأربعاء، قائلا في إحدى التغريدات، إن “الإرهابيين يهدفون إلى تعطيل حملة الانتخابات الرئاسية.” من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الأفغانية، والتي تأخرت بالفعل بسبب المخاوف الأمنية والتنظيمية، في 28 سبتمبر/ أيلول. وأصدرت حركة طالبان رسالة تهديد يوم الثلاثاء دعت فيها الأفغان إلى مقاطعة الانتخابات وتجنب المسيرات الانتخابية التي “قد تصبح أهدافا محتملة”. وعادة ما تستهدف طالبان، التي تشن هجمات شبه يومية في جميع أنحاء البلاد، القوات الأفغانية والمسؤولين الحكوميين أو أولئك الذين يعتقد أنهم موالون للحكومة. وأمس الثلاثاء، انفجرت قنبلة استهدفت حافلة تقل موظفين في قسم مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 7 في كابول بجروح. والجماعة التابعة لتنظيم داعش في أفغانستان، والتي كانت وراء العديد من الهجمات الواسعة النطاق في كابول، كثيرا ما تستهدف الأقلية الشيعية.
مشاركة :