كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن طريق الحج عبر سيناء استخدم منذ بداية العصر الإسلامى وتميز بوجود ثلاث مراحل زمنية.وتابع: المرحلة المبكرة امتدت من الفتح الإسلامى حتى أواخر حكم الفاطميين وكانت منطقة جب عميرة (بركة الحاج) بداية هذا الطريق فى كل مراحله، وكانت الرحلة من العاصمة إلى عقبة أيلة تستغرق تسعة أيام ، وكانت هذه المدة مقسمة إلى ثلاث مراحل متساوية، طول كل مرحلة ثلاثة أيام.وأوضح أن رحلة الحجاج فى هذه المرحلة كانت تبدأ من بركة الحاج وهناك موقع بالقاهرة بهذا الاسم حتى الآن، وكانت القافلة تتزود بما يلزمها من طعام ومياه تكفيها فى هذه المرحلة على الأقل حتى الوصول إلى عجرود للتزود بالمياه وتتميز عجرود بقربها من القلزم (السويس) مما يجعل منها سوقًا لقوافل الحج.كما أنها تتصل بمدينة بلبيس عبر وادى الجفرة مما مكنها من احتلال موقع هام على الطريق الواصل بين بلبيس وشرق الدلتا من ناحية وبين موانئ مصر على رأس خليج السويس من ناحية أخرى، وتمر عليها القوافل العربية التى احترفت نقل الغلال من شرق الدلتا إلى موانئ التصدير ويفد على عجرود مجموعة من التجار للاستفادة من مرور قافلة الحج بها كل عام.وتابع الدكتور ريحان بأن القوافل تتجه من عجرود إلى السويس ومنها نحو الجنوب مع ساحل خليج السويس وصولًا إلى عيون موسى بهدف التزود من مياهها العذبة الغزيرة نسبيًا ومنها إلى وادى صدر (سدر) ثم الصعود فى بطن الوادى إلى أعاليه حيث عين صدر للتزود بالمياه ومنها إلى سطح هضبة التيه ثم يجتاز الروافد العرضية المتصلة بوادى العريش ومنها إلى نخل ويتميز هذا الطريق بقلة الكثبان الرملية وضيق نطاقها مما يسهل السير فيها.ونوه ريحان إلى استكمال قافلة الحجيج طريقها إلى نخل وعقبة أيلة وهى المرحلة الأخيرة من الدرب داخل الحدود المصرية حيث تجتاز القوافل باقى سطح هضبة التيه فى قسمها الشرقى (شرقى نخل) مستفيدة من الأودية الفرعية لوادى العريش كمسارات عرضية ومواضع توجد بها بعض أشكال أو صور المياه تحت السطحية حتى وإن قلت فلها أهميتها وقد أعطت هذه الموارد المائية محطات الطريق أسماءها مثل بئر الثمد وبئر القريص إلى رأس النقب أو سطح العقبة ومنها إلى دبة البغلة. وأكد أن استخدام درب الحاج المصرى فى الفترة الزمنية الأولى لم يكن بنفس القدر وحجم القوافل وتعدد الركوب على نحو ما كانت عليه فى الفترة الزمنية الثالثة التى شهدت العديد من الرحلات الحجازية التى سجلت منازل هذا الطريق، لذلك فكانت المؤلفات الجغرافية التى تناولت هذه الفترة كتابات مجملة ونقلًا عن مصادر مكتوبة وليست عن رؤية ومشاهدة فنتج عنها أخطاء فى المسميات ، فاليعقوبى الذى جاء إلى مصر وتجول حتى صعيد مصر وصحراء مصر الجنوبية الشرقية لم يعط هذا الدرب إلا كلمات يسيرة حيث قال "فمن القلزم ينزل الناس فى برية وصحراء ست مراحل إلى أيلة ويتزودون بالماء لهذه المراحل".
مشاركة :