شددت إسلام أباد على أن قرار البرلمان الباكستاني بعدم التدخل العسكري في اليمن لن يؤثر على دفء العلاقات السعودية - الباكستانية. وأوضح بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء في باكستان أمس (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أن «رئيس الوزراء محمد نواز شريف ترأس اجتماعاً موسعاً في إسلام أباد أمس مع كبار قادة الجيش والأمن لبحث الوضع في اليمن». وأطلع رئيس إقليم البنجاب محمد شهباز شريف المجلس على نتائج زيارته إلى السعودية أول من أمس (الأربعاء) كمبعوث خاص لرئيس الوزراء الباكستاني، على رأس وفد يضم رئيس هيئة الأركان العامة، ووزير الخارجية، مشيراً إلى أن «مناقشاته مع المسؤولين في المملكة هدفت إلى التعبير عن التضامن مع القيادة والشعب السعودي». وقال شريف إنه «التقى خلال الزيارة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وولي ولي العهد النائب الثاني وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وأكد لهم في الرياض أن حكومة وشعب باكستان يؤكدان من جديد أنهم جاهزون أكثر من أي وقت مضى لحماية المملكة وشعبها»، مؤكداً أن «باكستان وقفت دائماً إلى جانب السعودية، كما تقف السعودية دائماً مع باكستان». وكشف أن القادة السعوديين أكدوا خلال لقائهم دفء العلاقات مع باكستان، وتقديرهم بيان رئيس الوزراء في 13 نيسان (أبريل) الماضي بعدم تضخيم قرار البرلمان في العاشر من الشهر ذاته، مشدداً على أنه «أبلغ الرياض إدانة إسلام أباد للإطاحة بالحكومة الشرعية في اليمن ورئيسها عبدربه منصور هادي». وأكد أنه أبلغ الرياض دعم بلاده وترحيبها باعتماد مجلس الأمن قراراً في 14 نيسان (أبريل) الجاري، يدعو الحوثيين إلى وضع حد لاستخدام العنف الذي يقوض الانتقال السياسي في اليمن، وانسحاب قواتهم من جميع المناطق التي يسيطرون عليها بما في ذلك العاصمة صنعاء، والتخلي عن جميع الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية. كما أعرب عن قلق بلاده بشأن «تقارير تشير إلى وجود دعم أجنبي إلى الحوثيين»، داعياً «جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى منع توريد الأسلحة والمعدات إلى الحوثيين وحلفائهم، إضافة إلى القيام بدورهم في تفتيش جميع الشحنات المتجهة إلى اليمن، إذا كانت الدولة المعنية لديها معلومات أن الشحنة تحتوي على توريد الأسلحة المحظورة بموجب قرار الأمم المتحدة». وأوضح أعضاء الوفد خلال مؤتمر صحافي بعد الاجتماع أن الوفد أكد للسعودية أن حكومة باكستان تشارك مشاركة كاملة في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي، وتبحث إمكان توسيع نطاق التعاون بين البلدين، في ظل قرار مجلس الأمن، وعملاً بأحكام الفقرتين 10 و11 من قرار البرلمان الباكستاني في 10 نيسان (أبريل) الجاري. وأعرب الاجتماع عن الارتياح إلى الجهود التي تبذلها قيادة وحكومة وشعب باكستان للوقوف جنباً إلى جنب مع السعوديين، ولعب دور بناء لإيجاد حل سلمي للأزمة في اليمن، داعين جميع الأطراف اليمنية إلى حل خلافاتهم من خلال الحوار والتشاور، واتخاذ خطوات للاتفاق على حل سياسي للأزمة في اليمن وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، إضافة إلى نتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
مشاركة :