إسطنبول - واصلت تركيا اليوم الأربعاء، المضي قدما في أنشطتها المثيرة للجدل في شرق البحر المتوسط عبر الاستعداد لإرسال سفينة ثالثة لتكثيف عمليات التنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص. وأكد وزير الطاقة التركي فاتح دونماز الأربعاء، أن سفينتي تنقيب تركيتين تواصلان العمل في منطقة شرق البحر المتوسط كما ستنضم سفينة أخرى لهما هذا الشهر، وذلك في وقت يشعل فيه الخلاف على الموارد الطبيعية التوترات بين بلاده وقبرص. وقبرص على خلاف مع تركيا منذ سنوات حول ملكية الوقود الأحفوري في منطقة شرق البحر المتوسط، حيث تقول أنقرة إن من حق القبارصة الأتراك حصة في هذه الموارد. وترفض تركيا الاتفاقات التي أبرمتها الحكومة القبرصية المعترف بها دوليا مع دول أخرى في منطقة البحر المتوسط بشأن المناطق الاقتصادية البحرية. وأرسلت تركيا سفينتي التنقيب فاتح وياووز بالإضافة إلى سفينة استكشاف للعمل في المياه قبالة جزيرة قبرص المقسمة وهو ما دفع اليونان لاتهامها بتقويض الأمن في المنطقة. وقال دونميز للصحفيين على متن سفينة التنقيب ياووز التي تعمل قبالة الساحل الشمالي الشرقي لقبرص إن سفينة استكشاف ثانية ستبدأ عملها في المنطقة بحلول نهاية أغسطس/آب. وترافق فرقاطة تركية وزورق دورية السفينة ياووز. وأضاف في تصريحات أدلى بها أمس الثلاثاء لكن لم يسمح بنشرها إلا اليوم الأربعاء "فاتح تواصل التنقيب في البئر فينيك-1 في المناطق المصرح بها لتركيا. وتواصل ياووز العمليات في حفرة البئر كارباز-1". وتابع "ستنضم سفينة المسح السيزمي أوروك ريس إلى هذا العمل اعتبارا من نهاية أغسطس". ويرافق سفينة ياووز فرقاطة تركية وقارب حربي وعلى متنها 149 شخصا. وأثارت العمليات التي تقوم بها تركيا في المنطقة ردود أفعال من حلفائها في الغرب بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي فرض عليها عقوبات الشهر الماضي تضمنت شطب مساعدات مالية وفرض قيود على القروض، باعتبار أن أعمال التنقيب التي تقوم بها أنقرة غير قانونية. وتصر أنقرة على أن أنشطتها شرعية وفقا للقانون الدولي. يذكر أن جزيرة قبرص مقسمة منذ عام 1974 إلى شطرين: جنوبي مستقل ذو أغلبية يونانية وعضو بالاتحاد الأوروبي منذ عام 2004، وشمالي تركي لا تعترف بسيادته إلا أنقرة. ويعتقد الخبراء بوجود احتياطيات من الغاز الطبيعي قبالة قبرص تقدر بنحو 227 مليار متر مكعب.
مشاركة :