تمتاز إمارة دبي بمتاحف تفوح بعبق الأصالة، وتحمل بين طياتها رائحة تراث عريق، يسرد تاريخاً بأكمله، ويحكي قصص كفاح وإنجازات، ويروي سيرة مجتمع وحضارة، يزداد وهجاً مع المتاحف التخصصية التي تأخذ الزوّار في رحلة يتنقلون فيها بين عصور تاريخية مختلفة، تثري حصيلتهم المعرفية بما تقدمه من وثائق تاريخية، وقطع نادرة، ومعلومات غزيرة. وتقوم هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، الجهة المسؤولة عن قطاع المتاحف في الإمارة، بجهود كبيرة لتعزيز حضور المتاحف التخصصية بين أفراد المجتمع، كوجهة رئيسة تساهم في تكوين ثقافة مجتمعية غنية، ينتقلون منها إلى صناعة المستقبل. ومن أبرز هذه المتاحف، متحف «المسكوكات»، ومتحف «نايف»، ومتحف «الشاعر العقيلي». 400 مع متحف المسكوكات، الذي يتهادى بأناقة في حي الفهيدي التاريخي، تبدأ الحكاية، ليجد الزائر نفسه أمام أكثر من 400 عملة تاريخية نادرة، ومسكوكات نقدية تعود إلى عصور تاريخية مختلفة. إذ تتوفر في المتحف شاشات لمس بقوائم إلكترونية تحتوي على معلوماتٍ تفصيليّة عن كل عملة من حيث الشّكل والحجم والمعدن، وطريقة وتاريخ سكّها، والعبارات التي كتبت عليها، والرسوم والأشكال التي تحتويها. ويعدّ متحف المسكوكات موسوعة غنية بما يقدمه من معلومات للزوّار حول العملات النقدية المتداولة في دبي والمنطقة سابقاً، وارتباط نظام النقد بالإمبراطورية البريطانية والهند ودول المنطقة قبل تكوين دولة الاتحاد. ويشتمل المتحف على 7 غرف عرض رئيسة، تتضمن العملات الساسانية المعربة، والعملات في عصر الخلافة الأموية، وفي عصر الخلافة العباسية، وفي الشام ومصر وتركيا، وفي العراق والمشرق الإسلامي، وفي شمال أفريقيا والأندلس، وفي دولة الإمارات. معلومات غنية وتتواصل الحكاية مع متحف «نايف»، الذي يعد أرشيفاً يزوّد الزوّار بمعلومات غنية حول تاريخ الشرطة والخدمات الأمنية في إمارة دبي، حيث يحتوي المتحف على نماذج لأزياء الشرطة التي تطورت من أزياء محلية تقليدية إلى أزياء حديثة. وعلى الأوسمة والنياشين والرتب الشرطية، ومعدات وأسلحة عناصر الشرطة منذ إنشائها وحتى الآن، ونماذج من غرف التوقيف والحجز، كما يوفر المتحف معلومات ووثائق تاريخية ومراسيم عن شرطة دبي منذ تأسيسها عام 1956م. ويمكن لزوّار المتحف التقاط الصور لقلعة «نايف» التي بنيت عام 1939م في موقعٍ استراتيجيّ بمنطقة ديرة وفي قلب المدينة التجارية، لتكون أول مركز شرطة في دبيّ، ومقراً للنيّابةِ والمحكمةِ المدنيّةِ آنذاك، وضّمت القلعة في ذلك الوقت مكتب القائد العام لشرطة دبيّ، ومكاتب شرطة دبيّ، والمباحث، والمحكمة، وغرفة للتوقيف. وفي عام 1997م أمر صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتحويل جناح من القلعة إلى متحف رسمي يرتاده الزوار ليتعرّفوا على تاريخ الشرطة والخدمات الأمنية في إمارة دبي، فكان متحف «نايف». وهج الحكاية ويكتمل وهج الحكاية مع متحف «الشاعر العقيلي»، الذي يعد أحد أجمل البيوت التراثية في دبي، ويُعبِّر عن ذوق وإحساس صاحبه الشاعر مبارك بن حمد بن مبارك آل مانع العُقيلي، الذي انتقل من المملكة العربية السعودية وعاش في الفترة ما بين 1875-1954م، ويعد من أشهر شعراء وأعلام دبي البارزين في الشعر الفصيح والنبطي. شُيِّد البيت عام 1923م في منطقة الرّاس في ديرة، وامتاز ببنائه الأنيق وتصاميمه المعمارية الجميلة، وغيرها. مقتنيات يحتوي متحف «الشاعر العقيلي» على مجموعة قيّمة من الوثائق والمراسلات ووصايا الشاعر ودواوينه الأصلية، منها ما هو بخط يده، إلى جانب مجموعة ثمينة من المقتنيات، والأدوات الشخصية للشاعر، والأثاث والأدوات المنزلية التي تعتبر قطعاً أثرية تمثل حقبة من الربع الأخير للقرن 19 حتى النصف الأول من القرن 20 في المنطقة.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :