استغاثت الحكومة الإيرانية بالأمين العام للأمم المتحدة، حتى يتدخل لإنقاذ وزير خارجيتها، محمد جواد ظريف من مقصلة العقوبات الأمريكية، التى تمَّ فرضها عليه مؤخرًا. ورغم مزيدات إيران قبل فرض العقوبات، وتصريحاتها النارية بأنَّ «واشنطن لن تجرؤ على هذه الخطوة»، إلا أنها باتت بعد فرض العقوبات في موقف «يدعو للشفقة». وفق مراقبين. وفرضت واشنطن عقوبات على ظريف الأسبوع الماضي تجمِّد أي ممتلكات أو مصالح له داخل الولايات المتحدة، لكن وزير الخارجية الإيراني قال: إنه لا يملك أصولًا هناك. وطلبت إيران (بحسب وكالة رويترز) من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، التصدّي للعقوبات التي فرضتها واشنطن على «ظريف». ورغم التصريحات الإيرانية العنترية، فإنَّ الرسالة التي حملها سفير إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، إلى «جوتيريش»، حاولت تذكير بـ«مبادئ القانون الدولي». وطالب روانجي الأمين العام للأمم المتحدة بـ«دور نشط في الحفاظ على سلامة الأمم المتحدة»، فيما امتنع المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك عن التعليق. إلى ذلك، زار الرئيس الإيراني حسن روحاني، وزير الخارجية محمد جواد ظريف في مكتبه، بمقر الوزارة، أمس الثلاثاء، في خطوة وصفها مراقبون بـ«زيارة مواساة»، رغم محاولات الإعلام الإيراني بأنها «زيارة دعم». وخلال زيارته مقر وزارة الخارجية، أشاد روحاني بالوزير «ظريف»، بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات عليه، ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن نظيرتها الإيرانية «إرنا»، أن «وزير الخارجية مجتهد وأمين؛ لأنه يطبق ما يطلبه منه النظام، وإن كان يختلف معه في بعض الأمور». وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات مالية على ظريف، الأربعاء الماضي، وزعم ظريف أنَّه تمَّ فرض العقوبات عليه بعدما رفض دعوة نقلها له سيناتور جمهوري للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض. وفي سياقٍ آخر، أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أنَّ إيران ستتخذ خطوتها الثالثة على صعيد خفض الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق النووي في غضون شهر؛ لأنَّ الأوروبيين لم يفوا بوعودهم حتى الآن. على حد وصفه. وقال (وفق وسائل إعلام محلية): «إنَّ إيران ماضية بتنفيذ الخطوة الثالثة لتقليص التزاماتها النووية في موعدها المقرَّر بعد شهر، وإنَّ مخزون اليورانيوم المخصَّب في تزايد مستمر، وإنَّ منشأة آراك تعمل بكامل طاقتها من أجل مضاعفة إنتاج الماء الثقيل». وانسحبت الولايات المتحدة العام الماضي من الاتفاق الذي كان تمَّ التوصل إليه بين إيران والقوى العالمية في عام 2015، كما قامت بإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، فيما رفعت إيران مستوى تخصيب اليورانيوم فوق 3.67% المنصوص عليها في الاتفاق. كما زادت مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب فوق مستوى الـ300 كيلوجرام المتفق عليها. وتتهم إيران الدول الأوروبية بعدم بذل خطوات ملموسة؛ لضمان المزايا الاقتصادية المنصوص عليها في الاتفاق لصالح إيران.
مشاركة :