يستضيف تشيلسي مانشستر يونايتد اليوم وهو يدرك أن تجنب الهزيمة اليوم سيضع الفريق على أعتاب التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز قبل عدة مراحل من نهاية الموسم الحالي. الوضع لا يختلف كثيرا في الدوري الإيطالي الذي يشهد مواجهة مفصلية بين يوفنتوس المتصدر وضيفه لاتسيو الثاني. * الدوري الإنجليزي * صحيح أن المرحلة الثالثة والثلاثين من الدوري الإنجليزي ستقام بغياب آرسنال الثاني وليفربول الخامس المرتبطين بنصف نهائي مسابقة الكأس، إلا أنها تشهد قمة منتظرة بين تشيلسي المتصدر ومانشستر يونايتد الثالث قد تحدد منطقيا هوية بطل البريمير ليغ. الطامحون بنهاية مثيرة للدوري الإنجليزي هذا الموسم، ستتعقد آمالهم بحال فوز تشيلسي اليوم على ضيفه يونايتد، إذ يتصدر فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو الترتيب بفارق 7 نقاط عن آرسنال و8 عن يونايتد كما يملك مباراة مؤجلة. وبحال نجح يونايتد بخطف النقاط الثلاث سيبتعدون بفارق 11 نقطة عن يونايتد ما يبعد الأخير عن المنافسة على اللقب وينهي حلمه منطقيا بالتتويج للمرة الحادية والعشرين في تاريخه، ويفتح الباب أمام تشيلسي لحصد اللقب بعد أعوام 1955 و2005 و2006 و2010. وعادة ما تكون مباريات الفريقين مليئة بالإثارة، آخرها ذهابا عندما تقدم تشيلسي في الشوط الثاني عبر العاجي ديدييه دروغبا قبل أن يعادل الهولندي روبن فان بيرسي في الوقت القاتل. وكان تشيلسي قريبا من إهدار نقطتين أمام كوينز بارك رينجرز الأسبوع الماضي، لكن كرة الإسباني سيسك فابريغاس في الدقيقة 88 منحت فريق الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش فوزا ثالثا على التوالي. حسابيا، يحتاج الفريق اللندني إلى 12 نقطة من مبارياته السبع المقبلة ليضمن لقبه الأول في الدوري منذ 2010. وبرغم تقدمه الكبير، إلا أن تشيلسي يخوض مواجهات صعبة جدا، فبعد يونايتد يستعد لمقابلة آرسنال الثاني في 26 الحالي ثم ليفربول في المراحل الأخيرة. ورأى قلب دفاع تشيلسي الدولي غاري كاهيل: «هذه مباريات جيدة والكل يتطلع إليها. لقد اجتزنا مباراة كوينز بارك رينجرز ونصعد السلم خطوة بعد أخرى». ونجح تشيلسي في الفوز 10 مرات على أرضه مطلع الموسم، لكن عام 2015 كان أقل فاعلية بتعادله مع مانشستر سيتي وبيرنلي وساوثهامبتون، كما سقط أمام برادفورد من الدرجة الثالثة في الدور الرابع من مسابقة الكأس، وتعرض لتعادل موجع أمام باريس سان جيرمان الفرنسي 2 - 2 أخرجه من دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا. في المقابل، يخوض يونايتد اللقاء بعد أن فاز مرتين على خصمه في آخر 16 رحلة إلى لندن، لكنه يمر في فترة رائعة قد تكون الأفضل له في حقبة ما بعد المدرب السابق السير أليكس فيرغسون. وحصل المدرب الهولندي لويس فإن غال على ثقة لا مثيل لها بعد أن دمر جاره وغريمه مانشستر سيتي 4 - 2 الأسبوع الماضي، ليبتعد عنه بفارق أربع نقاط ويقترب من ضمان المركز الثالث المؤهل مباشرة إلى دوري أبطال أوروبا الذي غاب عنه هذا الموسم بعد سنته الكارثية في 2014 مع المدرب الاسكوتلندي ديفيد مويز. ويتألق في تشكيلة فان غال الذي تعرض لانتقادات لاذعة طوال الموسم لتغيير تكتيكاته، آشلي يونغ والبلجيكي مروان الفلايني والإسباني أندير هيريرا في خطة 4 - 3 - 3. ومع انتصاراته الستة المتتالية بدأت ترشيحات الموسم المقبل تضع منذ الآن يونايتد في طليعة المنافسين، لكن لاعب وسطه الأيسر الهولندي دالي بليند حذر زملاءه من النظر بعيدا: «أعتقد أن يونايتد فريق يحارب دوما على اللقب. بالطبع باقي الأندية تراقبنا، لكن علينا النظر إلى أنفسنا هذا الموسم ونركز على مبارياتنا المتبقية». ويبدو أن تشكيلة فإن غال لن تتغير قبل الموقعة المنتظرة، لذا قد يبقي على المهاجم الكولومبي راداميل فالكاو والجناح الأرجنتيني أنخل دي ماري على مقاعد البدلاء، رغم إصابة مايكل كاريك في مباراة سيتي. ويتوقع أن يعود إلى التشكيلة فان بيرسي ولوك شو لشفائهما من الإصابة، فيما لا يزال المدافع الآيرلندي الشمالي جوني ايفانز موقوفا بسبب حادثة البصق بينه وبين السنغالي بابيس سيسيه لاعب نيوكاسل. من جهته، يأمل تشيلسي أن يكون المهاجم الفرنسي لويك ريمي جاهزا للحلول بدلا من الإسباني دييغو كوستا متصدر ترتيب الهدافين بالتساوي مع مهاجم توتنهام هاري كين (19 هدفا) والمصاب بفخذه. وقد يعول مورينهو مجددا على العاجي دروغبا بحال غياب كوستا الذي تم ترشيحه لجائزة أفضل لاعب في الموسم من قبل رابطة اللاعبين المحترفين إلى جانب زميله البلجيكي أدين هازارد وكين والبرازيلي كوتينهو صانع ألعاب ليفربول والتشيلي أليكسيس سانشيز مهاجم آرسنال والإسباني ديفيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد. ويلتقي مانشستر سيتي الجريح ضيفه ويستهام التاسع غدا بعد خسارته أربع مرات في آخر 6 مباريات ما وضع مصير مدربه التشيلي مانويل بيليغريني في مهب الريح ليصبح الألماني يورغن كلوب أبرز المرشحين لخلافته. وحث الظهير الدولي السابق غاري نيفيل إدارة سيتي على الاحتفاظ بمدربها الذي قادها إلى إحراز لقب الموسم الماضي: «آمل إلا يغيروا المدرب. فوز الفريق أربع مرات في 15 مباراة ليس جيدا، لذا آمل أن يبقى ليصحح الأداء ويكمل مهمته». ويبحث ساوثهامبتون السادس عن مواصلة مسيرته نحو تأهل أوروبي عندما يحل على ستوك العاشر. وفي باقي المباريات، يلعب اليوم كريستال بالاس مع وست بروميتش ألبيون وايفرتون مع بيرنلي وليستر مع سوانزي، وغدا نيوكاسل مع توتنهام. * الدوري الإيطالي * يمتلك يوفنتوس الفرصة ليحكم قبضته بشكل كبير ويقترب خطوة هائلة من منصة التتويج بلقب الدوري الإيطالي للموسم الرابع على التوالي عندما يستضيف منافسه المباشر لاتسيو اليوم في المرحلة الحادية والثلاثين من المسابقة. ولكن مهمة فريق «السيدة العجوز» لن تكون سهلة على الإطلاق في ظل المستوى الرائع للاتسيو في الآونة الأخيرة والذي ساعده على انتزاع المركز الثاني من جاره ومنافسه التقليدي العنيد روما. ويسعى لاتسيو أيضا إلى الحفاظ على موقعه في المركز الثاني لضمان المشاركة مباشرة في دوري أبطال أوروبا بالموسم المقبل فيما يخوض صاحب المركز الثالث بالدوري الإيطالي دورا فاصلا للتأهل إلى دوري الأبطال. ويستعيد مشجعو لاتسيو ذكريات عام 2000 قبل مباراتهم أمام يوفنتوس اليوم حيث توج الفريق وقتها بلقب المسابقة بفارق نقطة واحدة فقط أمام يوفنتوس حيث انتزع لاتسيو الصدارة في المرحلة الأخيرة من المسابقة ليتوج باللقب الثاني له في تاريخ المسابقة. وانتزع لاتسيو المركز الثاني في جدول المسابقة مطلع هذا الأسبوع من خلال الفوز الساحق 4-صفر على أمبولي فيما سقط يوفنتوس أمام بارما صفر-1. ولكن يوفنتوس لا يزال في الصدارة بفارق 12 نقطة أمام لاتسيو قبل ثماني مراحل فقط من نهاية الموسم. وبخلاف الصراع والتوتر التقليدي بين الفريقين، يضاعف من الإثارة في مباراتهما اليوم أنهما سيلتقيان أيضا في نهائي كأس إيطاليا المقرر في السابع من يونيو (حزيران) المقبل على الاستاد الأولمبي بالعاصمة روما. وقدم يوفنتوس أداء مقنعا إلى حد ما خلال المباراة التي فاز فيها 1-صفر على موناكو الفرنسي الثلاثاء الماضي في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا. وينتظر ماسيميليانو أليغري المدير الفني ليوفنتوس المزيد من نجميه الكبيرين أندريا بيرلو والأرجنتيني كارلوس تيفيز بعد تعافيهما من الإصابة وذلك عندما يلتقي الفريق منافسه لاتسيو اليوم. وقال أليغري «قدم أندريا 70 دقيقة جيدة (أمام موناكو) في ظل غيابه لمدة 50 يوما قبل هذه المباراة.. الضربات الثابتة حاسمة في هذه النوعية من المباريات ونحتاج إلى شخص يمكنه أن يمدنا بالإمكانات العالية من خلال التمريرات في نصف الملعب الخاص بالمنافس». ويستضيف روما صاحب المركز الثالث فريق أتالانتا حيث يحاول فريق العاصمة استعادة نغمة الانتصارات وتحقيق الفوز على ضيفه غدا أملا في استعادة المركز الثاني الذي فقده لصالح لاتسيو بعد التعادل مع تورينو 1-1 في المرحلة الماضية. ويحتل روما المركز الثالث برصيد 57 نقطة وبفارق نقطة واحدة خلف لاتسيو مقابل 70 نقطة ليوفنتوس المتصدر. ويعاني روما من إغلاق قطاع في مدرجات الاستاد اليوم حيث كان هذا المدرج مخصصا للمشجعين المتحمسين والمتعصبين للفريق ولكنه أغلق بسبب الهتافات العنصرية واللافتات التي رفعها المشجعون ضد والدة مشجع لقي حتفه في مصادمات العام الماضي. ولكن روما قد يفتقد المزيد من الجماهير في هذه المباراة على الاستاد الأولمبي وذلك لاحتجاج المشجعين على جيمس بالوتا رئيس النادي الذي انتقد اللافتات ورفض الطعن على قرار غلق قطاع من المدرجات. وفي إطار الصراع على المراكز من الرابع إلى السادس التي يتأهل أصحابها إلى مسابقة الدوري الأوروبي في الموسم المقبل، يحل نابولي صاحب المركز الرابع برصيد 50 نقطة ضيفا على كالياري غدا ويلتقي سامبدوريا (49 نقطة) فريق تشيزينا اليوم كما يلتقي فيورنتينا (49 نقطة) فريق فيرونا في ختام مباريات المرحلة الاثنين المقبل. ويصطدم إنترميلان بجاره ومنافسه التقليدي العنيد ميلان في «دربي» ميلانو. لكن حسابات المراكز والنقاط لا تدخل على الإطلاق في مواجهات الديربي إذ يبحث كل من الفريقين الذين يحتلان المركزين العاشر والتاسع على الترتيب عن فوز شرفي يصالحان به جماهيرهما الغاضبة.
مشاركة :