تواصل قوات الجيش الليبي استنزاف الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية الداعمة لحكومة «الوفاق» في طرابلس، فيما أكد العميد خالد المحجوب قائد غرفة «عمليات الكرامة» لـ«الاتحاد» اعتداء عدد من المرتزقة التشاديين على أهالي مدينة «مرزق» جنوب البلاد، لافتاً إلى أن المرتزقة يسعون لخلق بلبلة بالتعاون مع «الإخوان» وميليشياتهم الإرهابية لعرقلة عملية الجيش الليبي لتحرير طرابلس. وتتعرض مدينة «مرزق» منذ أيام لهجمات تشنها ما تسمى «وحدة حماية الجنوب» المدعومة من حكومة «الوفاق»، وذلك في إطار التحركات التي تقوم بها ميليشيات السراج للتخفيف عن المسلحين في طرابلس بفتح جبهة جديدة. ويرى مراقبون أن التصعيد والقصف العشوائي الذي تنفذه الميليشيات والمرتزقة التشاديون في جنوب ليبيا هدفه تشتيت جهود الجيش الليبي في طرابلس. واستمراراً للجرائم التي تقوم بها الميليشيات المسلحة في مدينة «مرزق»، لقي شخص وزوجته ينحدران من قبائل عربية مصرعهما على يد ميليشيات ليبية ومرتزقة تشاديين داعمين لقبائل «التبو». وتداول نشطاء ليبيون صوراً لعائلة ليبية تمت تصفيتها خلال محاولتهم الخروج من حي «المقريف» في مدينة «مرزق» لمغادرة المدينة التي تفتقد للأمن والبحث عن مكان أكثر آمناً. وقال عضو مجلس النواب الليبي عن مدينة سبها علي السعيدي إن حكومة «الوفاق» تقدم الدعم للميليشيات والمرتزقة في الجنوب لتهجير عرب مدينة «مرزق»، واصفاً ما تقوم به المليشيات بـ«التطهير العرقي» بواسطة جماعات إرهابية مطلوبة دولياً منها ما يعرف بـ«سرايا الدفاع عن بنغازي» وعناصر من تنظيم «داعش». وأكد النائب على السعيدي لـ«الاتحاد» أن المرتزقة أحرقوا 90 منزلاً أمس، متهماً جماعة «الإخوان» وقطر وتركيا بالوقوف وراء تلك الجرائم لتقسيم الدولة الليبية. إلى ذلك، اتفق عضو مجلس النواب الليبي على التكبالي مع النائب على السعيدي حول قيام الميليشيات والمرتزقة بعملية تطهير عرقي ضد السكان الأصليين في مدينة «مرزق»، وذلك بالترهيب أو القتل أو شراء الممتلكات وإجبارهم على مغادرة المدينة. وأشار عضو البرلمان الليبي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» إلى قيام «تبو» غير ليبيين لا يحملون أرقاماً وطنية بتلك الجرائم، لافتاً إلى أن النظام السابق ساهم في استجلاب «التبو» ومنحهم بطاقات إدارية مؤقتة. وفي «مرزق»، نظم عدد من سكان المدينة وقفة احتجاجية ضد جرائم المرتزقة التشاديين وقبائل «التبو» التي تمارس التطهير العرقي ضد القبائل العربية هناك، داعين لإنقاذهم من بطش المسلحين الذين يستهدفون المدنيين بشكل عشوائي. وفي مصراتة، أعلنت القيادة العامة للجيش الليبي عن تدمير سلاح الجو لمقاتلة من طراز L39 تتبع لميليشيات «الوفاق» على مدرج مطار مصراتة العسكري والتي كانت تقصف مدنيين في تخوم طرابلس. وفي سياق آخر، أكد رئيس قسم السيولة النقدية بمصرف ليبيا المركزي البيضاء رمزي الآغا لـ«الاتحاد» إلى أن حكومة الوفاق خصصت أكثر من 5 مليارات دينار ليبي لشراء أسلحة ودعم المقاتلين بالأموال نقداً، لافتاً إلى أن تكلفة المقاتل تقارب ثلاثين ألف دينار ليبي شهرياً. وأشار الآغا إلى توافر معلومات مؤكدة لديهم حول شراء حكومة الوفاق لأسلحة وطيران مسير من تركيا من خلال اعتمادات مالية تفتح من قبل وزارة الداخلية والصحة الليبية إلى مستفيدين كشركات سياحية ومحلات مجوهرات يملكها ليبيون في تركيا، لافتاً إلى استخدام حكومة «الوفاق» لهؤلاء كوسطاء لهذه الصفقات وقد تفطن لها بنك «يوباي روما» ورفض فتح هذه الاعتمادات المشبوهة مع العلم بأن هذا البنك يملك المصرف الليبي الخارجي فيه أسهم تتجاوز 67%. واتهم الأغا المجلس الرئاسي الليبي بممارسة عمليات السمسرة على بيع صرف الأجنبي، مشيراً إلى حصوله من سبتمبر 2018 إلى منتصف شهر يونيو الماضي على حوالي 24 مليار دينار ليبي وهي قيمة الرسم التي فرض علي بيع النقد الأجنبي، مؤكداً خطورة هذا الأمر في استخدام هذه المبالغ بدعم الميليشيات لعرقلة عملية الجيش الليبي لتطهير العاصمة من الإرهابيين.
مشاركة :