يتزايد خطر الإصابة بحروق الشمس في فصل الصيف، نتيجة قضاء أوقات طويلة في الخارج، للتنزه في الشواطئ والحدائق، أو حتى ممارسة الرياضة. غير أن هناك أشخاصا معرضين أكثر من غيرهم لخطر حروق الشمس، التي بدورها تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد. وقد كشف تقرير نشر في موقع “ميديكال نيوز توداي” الطبي العالمي أن الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بحروق الشمس أو سرطان الجلد أو كليهما، هم فئة المدخنين. ومن المعلوم أن التدخين يتسبب في تضرر البشر ويعجّل بظهور التجاعيد والشوائب خاصة لدى النساء، وهو ما يضعف نضارة الجلد ومناعته. أشعة الشمس أيضا تنهك البشرة وتزيد فرصة إصابتها بالسرطان. وبعد المدخنين أشار التقرير إلى الذين يتناولون بعض الأدوية، مثل “الميثوتركسات”، وهو أحد مثبطات جهاز المناعة. ثم أدرج التقرير المصابين بفيروس الورم الحليمي البشري، وهو فيروس يمكن أن يؤدي إلى ظهور خلايا عنق الرحم غير الطبيعية أو سرطان عنق الرحم. وبعد ذلك أشار إلى الذين لديهم تاريخ وراثي للإصابة بسرطان الجلد وذوي البشرة الفاتحة. وشملت لائحة المتضررين من حروق الشمس أكثر من غيرهم كلّا من الذين يعانون من تراجع المناعة في الجسم والمرضى الذين أجروا عملية زراعة أعضاء ومن يعانون من أمراض النسيج الضام المناعي الذاتي، مثل مرض الذئبة وتصلّب الجلد والتهاب العضلات. كما جاء في صحيفة “ذو صن” البريطانية أن التعرض لحروق الشمس، مرة واحدة أثناء فترة المراهقة، يمكن أن يزيد من خطر سرطان الجلد “الميلانوما”، في وقت لاحق من الحياة بنسبة 50 بالمئة. وأشار الدكتور مرونتي ليمان، الباحث في الأمراض الجلدية، إلى دراسة توصلت إلى أن النساء البيض اللاتي يتعرضن لحروق الشمس الشديدة في سن المراهقة، بمعدّل 5 مرات أو أكثر، يتضاعف لديهن خطر الإصابة بالميلانوما. الأشعة فوق البنفسجية “يو.في.آي” ونظيرتها “يو.في.بي” مضرتان ببشرتنا ولكن بطريقتين مختلفتين؛ فأشعة “يو.في.بي” هي أحد أهم مصادرنا لفيتامين دي، لكنها تعرضنا لحروق الشمس المؤلمة وقال الدكتور ليمان إن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من حروق الشمس الحادة في الطفولة يزيد لديهم خطر الإصابة بسرطان الجلد في وقت لاحق من الحياة، بنسبة 50 بالمئة. وأردف قائلا “في العالم الغربي على وجه الخصوص، أصبح ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الجلد على مدى العقود القليلة الماضية في البلدان ذات المناخ الحار -مثل إسبانيا واليونان- يمثل أزمة صحية عامة كبرى”. وأضاف أن تكلفة علاج سرطان الجلد وحده سوف تصل إلى حوالي 500 مليون جنيه استرليني، بحلول عام 2025، طبقا لإحصائيات هيئة الخدمات الصحية البريطانية. وبين الباحث أنه يمكن أن تتراكم الأضرار على الجلد حتى من البقع الخفيفة على مر السنين، وشدد على ضرورة أن يضع الجميع واقيًا من الشمس كل يوم، حتى في الأيام الغائمة. يذكر أن الأشعة فوق البنفسجية “يو.في.آي” ونظيرتها “يو.في.بي” مضرتان ببشرتنا ولكن بطريقتين مختلفتين؛ فأشعة “يو.في.بي” هي أحد أهم مصادرنا لفيتامين دي، لكنها تعرضنا لحروق الشمس المؤلمة. ووفق مؤسسة سرطان الجلد الأميركية، فإن سرطان الجلد هو أكثر أنواع السرطان شيوعا في الولايات المتحدة. وقد تم تشخيص نحو 74 ألف حالة إصابة جديدة بسرطان الجلد عام 2015، وكانت نسبة 90 بالمئة من هذه الحالات ناتجة عن التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية. وتقول المؤسسة إن تجنب حروق الشمس يعد أفضل وسيلة للوقاية من سرطان الجلد، حيث خلصت دراسة سابقة إلى أن خطر الإصابة بسرطان الجلد يتضاعف 5 مرات في حال الإصابة بحروق الشمس.وتشمل المشكلات الصحية الشائعة الأخرى التي يمكن أن تنجم عن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة: شيخوخة الجلد المبكرة، وترقق الجلد والتجاعيد، وتغييرات في تصبغ الجلد، والإصابة ببقع الجلد، إلى جانب تحديات الجفاف، والإجهاد الحراري، واحمرار وتورم الجلد، وظهور البثور، والصداع، والحمى، والغثيان.
مشاركة :