طارق الشناوي يكتب: يا رايحين للنبي الغالي!

  • 8/8/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أشهر أغنية تستمع إليها وتشاهدها الآن هى (يارايحين للنبى الغالى)، جاءت ضمن أغنيات فيلم (ليلى بنت الأكابر)، واحد من الأفلام التى حملت اسم (ليلى)، كما أنه الفيلم الأخير الذى أخرجه أنور وجدى لها، للمفارقة الفيلم الأول وأيضًا أول تجربة إخراج لأنور هو (ليلى بنت الفقراء)، حيث وصلا بعد (بنت الأكابر) لنهاية رحلة الـ 9 سنوات زواجًا، تعددت الخيانات، واستنفد أنور وجدى كل الرصيد، ضبطته ليلى متلبسًا أكثر من مرة، ولم يكن أمامه سوى أن يستجيب لقرارها بالانفصال، قصة حب خلدتها السينما المصرية بثمانية أفلام، كانت الأعلى إيرادًا، وظلت ليلى هى الأعلى أجرًا فى تاريخ السينما، ولا تزال تحظى بتلك المكانة حتى الآن، عليك أن تحسبها فقط بقيمة الجنيه المصرى الشرائية قبل 80 عامًا.(يارايحين للنبى الغالى) كلمات أبوالسعود الإبيارى وتلحين رياض السنباطى، نسبها منتج ومخرج الفيلم أنور وجدى فى (التتر) إلى الشاعر حسين السيد، الذى كتب كل الأغنيات الأخرى، وأظن أن الأمر لم يكن متعمدًا، لأنه أغفل أيضًا مثلًا ذكر اسم الملحن أحمد صدقى ونسب كل الألحان لرياض السنباطى، إلا أن وجدى ومع سبق الإصرار، وضع اسمه أيضًا على السيناريو، وأبقى فقط على القصة والحوار باسم الإبيارى.بعد مشاحنات شخصية وقانونية، اعترف أنور بالخطأ الذى ارتكبه على (التترات)، وصارت جمعية المؤلفين والملحنين تنسب الأغنية لكاتبها أبوالسعود الإبيارى، كما أنه اعترف للإبيارى بأحقيته فى السيناريو.وتبقى الأغنية التى صارت (أيقونة) الحج والتى نالها العديد من الحكايات المُختَلَقة، وكالعادة عندما لا نجد قصة نخترع قصة. النجاح غير المسبوق دفع البعض لتصديق حكاية وهمية، وهى توق ليلى مراد للحج لبيت الله الحرام، وبأن ظروف التصوير حالت دون تحقيق رغبتها، فقررت أن تغنى.عندما تستعيد الفيلم تكتشف أنه قائم دراميًا على أن الباشا زكى رستم سوف يذهب لأداء الحج، وفى المشاهد الأولى نتعرف على التركيبة النفسية الصارمة له، فهو يمنع حفيدته ليلى من التواجد خارج القصر، على الجانب الآخر شقيقه سليمان نجيب، يحب الحياة وهو الذى سيتولى المسؤولية بعد أن يسافر، ويصبح السؤال: هل نقول لزكى رستم بعد عودته الحاج الباشا، أم الباشا الحاج؟.ولم تكن ليلى مراد فى حاجة، كما تردد، لتأكيد إسلامها بأداء الفريضة الخامسة، كل الجرائد نشرت صورتها مع الشيخ محمود أبوالعيون وهى تنطق الشهادتين عام 1946، من الممكن مثلًا أن نقول إن ليلى طلبت أن تغنى فى المشهد الرائع الذى نستمع فى مقدمته الموسيقية للدفوف التى كانت تصاحب الحجاج فى وداعهم؟ ممكن طبعًا، الغريب أن صاحب أشهر أغنية للحج، لم يتمكن من الحج، لأنه يخشى ركوب الطائرة، وطوال حياته لم يسافر خارج مصر، كما قال لى ذلك ابنه الكاتب الكبير أحمد الإبيارى، أكد أحمد أيضًا أن نفحات أبيه لا تزال حاضرة، عندما ذهب قبل بضع سنوات لأداء فريضة الحج وأثناء سداده تكلفة الرحلة والإقامة، قرأ صاحب الشركة السياحية اسمه كاملًا فى جواز السفر، وعرف أنه ابن مؤلف (يارايحين للنبى الغالى) رفض أن يحصل منه على مقابل، وقال له (أنت ابن الغالى)، واعتبرها أحمد نفحة من أبيه، ولا تزال النفحات تملأ الكون!!.

مشاركة :