في مثل هذا اليوم 8 أغسطس من عام 1521 فتح المسلمون العثمانيون مدينة بلغراد بقيادة سليمان القانوني واستمرت بلغراد عصية على الفتح العثماني طيلة 7 عقود، حتى تمكن السلطان سليمان الأول "القانوني" من فتحها بتاريخ 28 أغسطس سنة 1521م، بجيش قوامه 250،000 جندي.نقل العثمانيون جزءًا من سكان المدينة من صرب ومجر ويونان وأرمن إلى الآستانة عاصمة الدولة العثمانية، حيث سكنوا الناحية المعروفة حاليًا باسم "غابة بلغراد". أصبحت بلغراد بعد الفتح العثماني سنجقًا وعاصمة لبشلق سمندرية، واستحالت ثاني أكبر المدن العثمانية في أوروبا بعد الآستانة، إذ وصل عدد سكانها إلى ما يزيد عن 100،000 نسمة وقام العثمانيون بإدخال نمط العمارة العثماني إلى المدينة، فاتخذت طابعًا شرقيًا، حيث بنيت فيها الكثير من الحمامات العامة والخانات والمساجد والمنازل ذات الطابع التركي والعربي، واعتنق عدد من سكانها الإسلام دينًا.وفي سنة 1594م قام بالمدينة تمرد كبير على الحكم العثماني، فسحقه الجيش وأخمد الثورة، وكان بعض المحرضين على الثورة من رجال الدين، فقام الصدر الأعظم سنان باشا بالانتقام منهم عبر حرقه رفات القديس ساڤا على إحدى التلال المحيطة بالمدينة، وفي القرن العشرين شيدت كاتدرائية كبيرة في الموقع إحياء لهذه الذكرى.استطاعت النمسا انتزاع بلغراد من الدولة العثمانية ثلاث مرات أعوام (1688–1690، 1717–1739، 1789–1791)، وحكمها أميران من الإمبراطورية الرومانية المقدسة هما: ماكسيمليان عمانوئيل الباڤاري، ويوجين الساڤويوي، ومن ثم المشير البارون جدعون آل لودون.كان العثمانيون يعودون لاسترجاع المدينة في كل مرة بعد معارك شديدة مع النمسا كانت تؤدي لتدمير أقسام كبيرة من بلغراد، وخلال هذه الفترة تراجع عدد سكانها بفعل هجرتين كبيرتين إلى داخل الإمبراطورية النمساوية اتفق المؤرخون على تسميتها بالهجرات الصربية العظيمة، حيث انسحب آلاف الصرب بقيادة بطاركتهم من المدينة واستقروا في مقاطعتي ڤويڤودينا وسلاڤونيا المعاصرة.
مشاركة :