توتر شديد يسود الأقصى عقب اقتحام مئات المستوطنين لباحاته

  • 8/8/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

سادت حالة من التوتر الشديد باحات المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة، عقب اقتحامه من قبل عشرات المستوطنين من جهة باب المغاربة تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي وحرس الحدود. وقال المنسق الإعلامي بدائرة الأوقاف فراس الدبس، اليوم الخميس: إن 260 مستوطنا اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات متتالية معظمهم من المتطرفين، منهم من أدى طقوسا تلمودية، ومجموعة أدت الغناء في استفزاز واضح لمشاعر المسلمين قبل خروجهم من باب السلسلة قرب باب القطانين. وتأتي هذه الاقتحامات، بعد يوم من اعتقال شرطة الاحتلال المواطن الفلسطيني رائد الزعير، وحارس المسجد الأقصى مهند إدريس، من محيط مصلى باب الرحمة بعد الاعتداء المبرح عليه وإصابته بجروح. وتتواصل جماعات الهيكل المزعوم دعواتها، لتكثيف الاقتحامات خلال هذه الأيام تزامنا مع دعوات مماثلة لتنفيذ اقتحامات جماعية صباح الأحد المقبل في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، والمشاركة بالمسيرة التي ستنطلق من باب الخليل باتجاه الأقصى. من جانبها، دعت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، كلا من يستطيع الوصول للحرم القدسي الشريف المرابطة بالمسجد وتأدية صلاة العيد في المدينة المقدسة، في ظل الدعوات اليهودية المتطرفة لاقتحامه صباح عيد الأضحى، متمنية أن يأتي العيد القادم وقد تحررت القدس من براثين الاحتلال وتكللت عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة. وأشارت الهيئة في بيانها إلى العزلة والحصار المفروض على المسجد الأقصى المبارك مع اقتراب عيد الأضحى، وما يتعرض له من انتهاكات يومية جسيمة تتمثل باقتحام قطعان المستوطنين تنفيذا للرؤيا الإسرائيلية المتطرفة بتقسيم المسجد المبارك زمانيا ومكانياً، وما يتربص به من عمليات اقتحام أيام عيد الأضحى، وذلك تزامنا مع ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، بإصرار متطرف على المساس بحرمة المسجد المبارك، داعية الى مواصلة التصدي لكافة الانتهاكات والاعتداءات. وأكد الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى، أن مدينة القدس المحتلة وفي كل المناسبات الدينية الإسلامية والمسيحية كشهر رمضان المبارك والأعياد وسبت النور العظيم تعاني من ويلات الاحتلال وممارساته الهوجاء من تدمير وتهجير ومنع للمصلين، ونشر للحواجز والمتاريس ما ينغص على هذه المدينة وسكانها ومؤمنيها. وبارك الدكتور حنا عيسى حلول عيد الأضحى المبارك والذي فيه تتجسد معاني الإخوة ووحدة الأحاسيس والمشاعر الصادقة بين أبناء الشعب العربي الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه، وتتعزز بينهم الألفة والمحبة ككل من أجل استيعاب كل أعمال الخير والتقرب من الله الواحد في ميادين التقوى والتعاون والتكافل وإبراز القيم والمثل الراقية التي تتجلى في نفس كل مؤمن. وتواصل جماعات الهيكل المزعوم دعواتها عبر المواقع والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، لتكثيف الاقتحامات خلال هذا اليوم، حيث يعتبر "آخر أيام الحداد قبل التاسع من شهر آب العبري"، وهو من أهم أيام الاقتحامات لديهم، تزامنا مع دعوات مماثلة لتنفيذ اقتحامات جماعية صباح الأحد القادم، في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، والمشاركة بالمسيرة التي ستنطلق من باب الخليل باتجاه الأقصى. ودعت منظمات الهيكل المزعوم رئيس وزراء الاحتلال ووزراء في الحكومة والشرطة فتح باب المغاربة الأحد القادم، وعدم اغلاق الاقتحامات بحجة "عيد الأضحى"، بل على العكس طالب "اتحاد منظمات الهيكل المزعوم"، بإغلاق الأقصى طوال اليوم الأول للعيد في وجه المسلمين وفتحه لليهود طوال اليوم، ليتسنى للمستوطنين اقتحامه خلال ذكرى "خراب الهيكل"، التي توافق اليوم ذاته. وقال الاتحاد: "يوجد أيام أخرى للمسلمين يمكن أن يحتفلوا فيها بالأضحى، بينما ذكرى "خراب الهيكل" تأتي يوم واحد فقط. وتسمح الشرطة الإسرائيلية منذ عام 2003 للمستوطنين باقتحام المسجد من خلال باب المغاربة. ورجح مسئولون في دائرة الأوقاف الإسلامية، التي تدير شئون المسجد الأقصى، أن تتواصل الاقتحامات الكثيفة على مدار الأيام المقبلة. ولم تعلن الحكومة الإسرائيلية حتى الآن موقفها من مطالب الجماعات اليهودية باقتحام المسجد الأقصى في يوم عيد الأضحى، ولكن صدرت مواقف فلسطينية تحذر من هذا الأمر. وعادة ما يؤدي عشرات الآلاف من الفلسطينيين صلاة العيد في المسجد الأقصى الذي يصادف هذا العام يوم الأحد المقبل. ويتدفق الفلسطينيون إلى المسجد الأقصى خلال فترات الأعياد الإسلامية وبخاصة العائلات التي تصل مع أطفالها لإعمار المسجد. وتطالب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية في الأردن، المسئولة عن إدارة شئون المسجد، بوقف الاقتحامات، ولكن الشرطة الإسرائيلية لم تستجب لهذا الطلب. ويسعى الاحتلال من خلال الاقتحامات شبه اليومية لتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود كما فعل في المسجد الإبراهيمي في الخليل جنوب الضفة الغربية.  ويقصد بالتقسيم الزماني، تقسيم أوقات دخول المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود. أما التقسيم المكاني فيقصد به تقسيم مساحة الأقصى بين الجانبين، وهو ما تسعى إسرائيل لفرضه، ويعتبر تعديا على هوية المسجد واستفزازا لمشاعر المسلمين، إلى جانب تدخلها المباشر في إدارة المسجد وعمل الأوقاف الإسلامية. ويزعم اليهود أن لهم "هيكلا" أو "معبدا" كان موجودا مكان المسجد الأقصى وبناه سيدنا سليمان عليه السلام، لذلك يسعون لإعادة بناء المعبد المزعوم كهدف استراتيجي، من خلال الاقتحامات التي يقومون بها والتي ازدادت وتيرتها.

مشاركة :