المهندس خالد الهنيدي: لا بد من منح الفرصة للشباب السعودي للإبداع

  • 8/8/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

السودة _أحمد الزيلعي بدأ حياته في مجال التصميم عن طريق الصدفة، حينما شاهد أعمال والد صديقه؛ ليعمل في بداية حياتي المهنية مع شركات أجنبية داخل السعودية وخارجها، حتى أسس شركته الخاصة ahb سنة 2014، وهي تختص بمجال التصميم والتنفيذ.. إنه المهندس خالد الهنيدي. حكى المهندس خالد الهنيدي لـ”رواد الأعمال” قصة نجاحه، قائلاً: بدأت التأثر بالفن المعماري خلال عمل والد صديقي الذي كنت أذهب إليه كل نهاية أسبوع أيام المرحلة الثانوية، وكنت معجبًا بتحويل الصور إلى واقع وحقيقة، وواصلت دراستي وما تزال الفكرة في بالي والعشق لهذا العمل يدفعني بقوة. وأضاف: تخرجت في الجامعة، وتوظفت في شركة عالمية أجنبية لديها فرع في دبي وآخر في السعودية، وتعلّمت في الشركة وكرّست هذه المرحلة من هواياتي المعمارية، واختلطت بمعماريين ومهندسين كبار، وكان الراتب قليلاً جدًا، ولكن لم يؤثر ذلك في؛ لرغبتي في تحقيق طموحي، وشجّعني والدي ووفر لي كل ما أحتاجه؛ لتطوير قدراتي والبحث عن مزيد من الخبرة والمعرفة. نقطة الانطلاق يقول خالد: طلب مني والدي تصميم 5 غرف نوم وجلسة “مشب” وجلسة خارجية في السودة قبل عامين، وأخذ التصميم مني قرابة 4 أشهر، وأنجزت العمل بشكل احترافي وتصميم مختلف، وبنيت «السهو» والمثلثات والنوافذ وغيرها من حجارة المنطقة، وأسميته «السهو من النسيان»، لأن من يجلس في الموقع يسهو وينسى كل شيء وسط الطبيعة والتصميم. التواصل الأول يضيف خالد: لفت “منزل السهو” في السودة انتباه هيئة الاستثمار، وتلقيت اتصالاً بمكتبي في الرياض، وتم التواصل معي من هيئة الاستثمار، وقالوا لي إن لديهم مشروعًا في السودة، ويرغبون في لقائي، لم أمانع وقابلت المهندس حسام المدني؛ وفي الطريق كنت أبحث عن سيرته الذاتية، وعلمت أنه متخرج في جامعة كبيرة، وسمعته قوية وممتازة، وعندما اجتمعت به، عرفت أنهم شاهدوا “السهو”، وطلب مني عمل تصميم مشابه، ومنحوني فرصة أسبوع للذهاب ومعاينة الموقع في السودة، وسافرت في اليوم التالي إلى أبها، وكان معنا عدد من المهندسين الأجانب، وتوجّهنا إلى الموقع جوار فندق الإنتركونتنيننتال، وكان مغلقًا، ووقتها شعرت بالراحة؛ لأن أمامي وقت للعمل بطريقتي، والمهندسين الذين معي اعتذروا لصعوبة المكان. تعميد بالعمل واستطرد: بعد العودة إلى الرياض بيوم واحد، وصلني اتصال من المهندس حسام المدني؛ وسألني: هل أنت متأكد من قدرتك على العمل في المشروع؟، فأجبته بالإيجاب، مضيفًا لم أعرضه إلا وأنا قادر عليه، فرد عليَّ مباشرة «توكلنا على الله»، وتم تقديم العرض الفني والمالي، وهنا انتابني شعور بالخوف، فربما تورطت في هذه المهمة، وفي أقل من أسبوع وصلني التعميد مباشرة، وفي اليوم التالي توجهت إلى الموقع، وأحضرت “الحديد” وبدأت العمل. تميز وثقة وتابع: طلب مني أن تكون الشاليهات والكبائن مختلفة عند مشاهدتها وتصويرها، حتى لا يستطيع المشاهد معرفة أين هي، ويقال له إنها في السعودية، شريطة أن تكون تلك الكبائن والشاليهات صالحة لكل مكان وزمان، ولا ترتبط بمكان محدد أو معين، وأن تتم مراعاة وأهمية المكان، وأن تكون ذات مواصفات نادرة، وكان للمكان وسط الطبيعة دور مهم، إذ يعرف بمسمى الصقور، ويسكن في أعالي قمته صقر الشاهين، لذا تولدت الفكرة بأن تكون الكبائن والشاليهات على هيئة صقور الشاهين، وهو ما تحقق بالفعل، ولذا فإن المبنى في تقسيماته الداخلية والخارجية ومظهره الخارجي مأخوذ من صقر الشاهين، من ناحية فتحات العيون الكبيرة «النوافذ الكبيرة» واللون الخارجي للمبنى بُنّي غامق، كما أن صقر الشاهين من الداخل صدره يميل إلى اللون البيج، وهو الأمر الذي تمت مراعاته من الداخل، كي يأخذ لون الصقر ذاته، إذ استخدمت ألوانًا وألواحًا خشبية مشابهة للّون ذاته. المحافظة على البيئة والطبيعة أكد خالد؛ أن الحفاظ على بيئة وطبيعة المكان كان الأهمّ، لذا لم يدخل معدات ثقيلة في عمله ولم يتم قطع شجرة واحدة، وحرصت على طيبوجرافية المكان، وكان الحل سهلاً، لذا اعتمد على المسارات القديمة التي كانت موجودة ومعروفة، وطبق تخطيطًا محددًا لم يؤذ أي شجرة، وتم اختيار الكبائن الـ4 بشكل دقيق، وعناية فائقة في مواقع متجاورة. ويضيف: غالب العمالة كانوا آسيويين، والمواد المستخدمة سعودية الصنع، والمقاولون سعوديون، وبعضهم من الرياض، وعدد العمال في اليوم كان 170 عاملاً. توظيف السعوديين واختتم بالقول: وظفتني الشركة، ولم تكن لديهم قناعة بقدراتي أو ثقة في الشباب السعودي، وكانوا يتوقعون بأنني سأكون عبئًا وغير قادر على العمل والإنتاج، ولعل هذه أبرز الصعوبات التي واجهتني، وبعد عام شاهدوا الفرق، وقمت بالعمل في التصميم المعماري ومنحوني مشروع المراكز العربية الحُكير، وغطيت كل المولات وغيرها كتصوير معماري، وزادت الثقة وبدأت خطوات النجاح، وفي نهاية 2014 عملت مصممًا؛ ولذا فإن فتح أبواب الفرص للشباب السعودي مهم جدًا.

مشاركة :