زراعة القرم في المحمية والحفية بكلباء تستند إلى خبرة الشارقة

  • 8/9/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:  ميرفت الخطيب عملت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة على مشروع زراعة أشجار القرم في محمية أشجار القرم والحفية بكلباء، بالتعاون مع وزارة التغيّر المناخي والبيئة، من خلال توفير أكثر من ألف شتلة لأشجار القرم، وفقاً لأجندتها وخططها الاستراتيجية ومبادراتها المستندة إلى رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المتعلّقة بحماية البيئة والمحافظة عليها وصون التنوع الحيوي، وفقاً لمفهوم التنمية المستدامة، بما يؤكد على أهمية إعادة زراعة المناطق الساحلية المتأثرة بالتيارات والمعرضة لخطر التجريف. وتسند زراعة القرم في المحمية إلى خبرة كبيرة تمتلكها الشارقة عموما، والهيئة خصوصا، في ظل اهتمام لافت للدولة بأشجار القرم، نظرا لأهميتها البيئية، بالإضافة إلى أنها تجذب أنواعا مختلفة من الحيوانات لتحتمي بها من حرارة الشمس في الصيف، كما تعيش الأسماك قريبا منها، وبالتالي فهي بيئة مهمة لتكاثر أنواع من الطيور الساحلية المحلية ومحطة أساسية للطيور المهاجرة في فصل الشتاء. وقالت هنا سيف السويدي رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة: تقع محمية أشجار القرم والحفية التي تم إعلانها محمية طبيعية بموجب المرسوم الأميري رقم 27 لسنة 2012، الصادر عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في مدينة كلباء، وعلى مساحة من الأرض الرطبة ذات الأهمية الدولية، حيث تم اعتماد تسجيلها ضمن اتفاقية حماية الأراضي الرطبة «رامسار» عام 2013، بسبب دعمها لفصائل مهددة من الكائنات الحية، كما أنها تمتلك أهمية عالمية كبيئة مهمة لتكاثر العديد من أنواع الطيور النادرة، حيث تميزت بانفرادها كموقع تكاثر لطائر الرفراف المطوق العربي. وتابعت: تعتبر محمية أشجار القرم والحفية من أهم المواقع والموائل الإيكولوجية في الدولة، والتنوع الايكولوجي والبيولوجي فيها يجعلها معقدة بيئيا، وبالتالي فهي ذات أهمية عالية، وتعد المحمية ملاذا لعشاق الطبيعة، وموطنا لأقدم غابات القرم الطبيعية في المنطقة، وملاذا للعديد من الطيور النادرة والأنواع البحرية الفريدة التي تتواجد في هذا الموقع». ولفتت إلى أن أشجار القرم تعتبر بيئة مهمة لتكاثر أنواع من الطيور الساحلية المحلية، ومحطة أساسية للطيور المهاجرة في فصل الشتاء، وتنمو هذه الأشجار في تربة ذات معدلات أكسجين منخفضة، وتتحمل ملوحة مياه البحر، ولها دور كبير في المساعدة على استقرار الساحل، عن طريق الحد من عوامل التعرية التي تسببها العواصف والتيارات والأمواج، كما تقوم بامتصاص وتخزين «الكربون الأزرق» بشكل مستمر وبمعدلات أسرع من الغابات الاستوائية، وتعمل على تخزين الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ما يسهم في التخفيف من آثار تغير المناخ والاحتباس الحراري.وقالت: هناك أهمية طبيعية وإيكولوجية لموقع محمية أشجار القرم والحفية، بالإضافة إلى أهميته التاريخية والتراثية، حيث يوجد بالقرب من موقع المحمية العديد من المواقع التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، من بينها الحصون والمدافن ومجموعة من الأعمال الفنية والرسوم والنقوش المحفورة على الجدران الصخرية للجبال. وتلعب المحميات الطبيعية أينما وجدت دوراً مهماً وحيوياً على أكثر من صعيد، وهي ذات فوائد عديدة، للبيئة والإنسان وبقية الكائنات الحية، كما أن لها دورا كبيرا في تحقيق الاستدامة البيئية، وتمتلك الشارقة خبرات وتجارب ومبادرات متنوعة، حيث تعمل هيئة البيئة والمحميات الطبيعية على ترجمة تلك الخبرات على أرض الواقع، من خلال برامج وأنشطة وفعاليات تغطي مختلف مجالات عالم البيئة، بما فيها التركيز على التوعية البيئية، والمحميات الطبيعية وأهميتها. وذكرت أن المحميات تعتبر من الموارد الطبيعية القيمة، وتعود حمايتها والحفاظ عليها بفوائد عديدة على النظام الطبيعي، وعلى الإنسان الذي يعيش في هذه الأنظمة الطبيعية. على سبيل المثال تعد استعادة الغطاء النباتي في الكثبان الرملية الساحلية والسهول الحصوية أحد أبرز النتائج الملحوظة في محمية القرم والحفية، وقد أدت استعادة الغطاء النباتي إلى استعادة وتطور الأنظمة الطبيعية في المنطقة نظراً لتوفر المأوى والغذاء، ما أدى إلى عودة الحيوانات البرية الفقارية واللافقارية بشكل ملحوظ، كما أدى تقييد ممارسات الصيد الجائر إلى استعادة مخزون الثروة السمكية ضمن المحمية، وعودة العديد من فصائل الأسماك بكميات كبيرة.

مشاركة :