أبدت دمشق، أمس، رفضها «القاطع» للاتفاق الأميركي - التركي، الرامي إلى العمل على إنشاء «منطقة آمنة» في شمال سورية، محمّلة الأكراد الذين أبدوا حذراً في مقاربته بانتظار المزيد من التفاصيل، مسؤولية ذلك، فيما عبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، غير بيدرسن، عن أسفه لانهيار وقف إطلاق النار في شمال غرب البلاد، وقال إن تجدد العنف يهدد حياة الملايين بعد مقتل أكثر من 500 مدني منذ أواخر أبريل. وتفصيلاً، أكد مصدر في وزارة الخارجية السورية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، «رفض سورية القاطع والمطلق للاتفاق الذي أعلن عنه الاحتلالان الأميركي والتركي، حول إنشاء ما يسمى المنطقة الآمنة». وحمّل المصدر الأكراد مسؤولية الاتفاق، نتيجة تحالفهم مع الأميركيين. وقال إن «بعض الأطراف السورية من المواطنين الأكراد، التي فقدت البصر والبصيرة وارتضت لنفسها أن تكون الأداة والذريعة لهذا المشروع العدواني الأميركي التركي، تتحمّل مسؤولية تاريخية في هذا الوضع الناشئ». وتعليقاً على الاتفاق، قال القيادي الكردي البارز وأحد مهندسي الإدارة الذاتية، ألدار خليل: «قد يكون هذا الاتفاق بداية أسلوب جديد، لكن نحتاج لمعرفة التفاصيل وسنقوم بتقييم الأمر حسب المعطيات والتفاصيل، وليس اعتماداً على العنوان». وأضاف خليل «في جميع الأحوال لايزال (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان مصرّاً على إنهاء وجودنا». وقال «طرحنا على دمشق التفاوض على صيغة معيّنة لإدارة هذه المناطق»، لكنها «لم تقرر بعد ولم توضح موقفها الحقيقي، رغم خطورة الوضع». من جهته، اعتبر وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، في مؤتمر صحافي بأنقرة، أنّ الاتفاق «خطوة جيدة جداً»، محذّراً في الوقت ذاته من أنّ بلاده «لن تسمح» بأن يتحوّل إلى محاولة لكسب الوقت. وقال «يجب أن يدخل الاتفاق حيّز التنفيذ». وبعد ثلاثة أيام من المحادثات المكثفة لتفادي هجوم تركي جديد ضد أكراد سورية، أعلنت واشنطن وأنقرة، أول من أمس، الاتفاق على إنشاء مركز عمليات مشترك «لتنسيق وإدارة منطقة آمنة»، في مناطق سيطرة الأكراد قرب الحدود التركية. يأتي ذلك في وقت عبر فيه غير بيدرسن عن أسفه لانهيار وقف إطلاق النار في شمال غرب البلاد، وقال إن تجدد العنف يهدد حياة الملايين. كما أشار بيدرسن إلى الاتفاق الأميركي التركي لإقامة «منطقة آمنة» في شمال شرق سورية، حيث قال مبعوث الأمم المتحدة في بيان: «هناك مخاوف متزايدة لدى جهات الإغاثة، من التصريحات التي تشير إلى تدخل عسكري محتمل، والذي ستكون له تبعات إنسانية فادحة، في منطقة شهدت بالفعل على مدى سنوات عمليات عسكرية ونزوحاً وموجات جفاف وفيضانات». في السياق نفسه، سيطرت قوات الجيش السوري على قريتي الصخر والجيسات شمال حماة، عند الحدود الإدارية مع محافظة إدلب في شمال غرب سورية، في إطار تقدمها المستمر على حساب الفصائل المقاتلة منذ وقف العمل باتفاق لوقف إطلاق النار، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :