قال الألماني يورجن كلوب مدرب ليفربول في مقابلة مع شبكة «سكاي» الإنجليزية: «كان علينا أن نتحسن في الموسم الماضي وقمنا بذلك. كان الأمر مهماً جداً، الحفاظ على الصبر في لحظات التوتر، والبقاء مقتنعين بما نقوم به. ثمة العديد من الأمور التي لا يزال بإمكاننا تحسينها، لكن قبل أي أمر آخر، علينا بلوغ ذلك المستوى مجدداً، وهذا ليس مضموناً». وكان ليفربول شفى غليله في الموسم الماضي بإحراز لقبه السادس في مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعد انتظار 14 عاماً، لكنه يسعى مع انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز اليوم، إلى إنهاء تعطش عمره ثلاثة عقود للقب الدوري المحلي. كان فريق «الحمر» قاب قوسين أو أدنى الموسم الماضي، من إحراز لقب الدوري الممتاز قبل أن يحرمه مانشستر سيتي من ذلك، بحسمه الصراع في المرحلة الأخيرة مع فريق الألماني يورجن كلوب. وخسر رجال كلوب المعركة على الرغم من النقاط ال97 التي حصدوها، والهزيمة اليتيمة التي تلقوها، لكنها كانت أمام سيتي بالذات وكلفتهم في نهاية المطاف تحقيق حلم إحراز اللقب الأول في بطولة إنجلترا منذ 1990 بفارق نقطة واحدة فقط، عن فريق المدرب الإسباني جوسيب جوارديولا. ولا يواجه ليفربول مشكلة «تلعثم» في المواجهات المصيرية، فالفريق «الأحمر» أحرز خمسة ألقاب قارية منذ تتويجه الأخير بلقب الدوري المحلي هي: دوري أبطال أوروبا عامي 2005 و2019، وكأس الاتحاد الأوروبي عام 2001، والكأس السوبر الأوروبية عامي 2001 و2005، إلى جانب فوزه بلقب الكأس المحلية في 2001 و2006، وكأس رابطة الأندية المحترفة أعوام 2001 و2003 و2012، لكنه اصطدم منذ انطلاق الدوري الممتاز بمشكلة النفس الطويل الذي تتطلبه هذه البطولة، ومستوى منافسيه سواء كان مانشستر يونايتد، وأرسنال، وتشلسي أو مانشستر سيتي الذي توج بلقب الموسمين الماضيين. وبعد إحرازه لقب عام 1990، حل ليفربول وصيفاً خمس مرات، أولها في الموسم التالي لتتويجه الأخير حين ذهب اللقب لصالح أرسنال، وآخرها الموسم الماضي حين خسر المعركة في المتر الأخير لصالح سيتي. وبدا ليفربول عازماً على المنافسة مجدداً على اللقب هذا الموسم منذ نهاية الذي سبقه، من خلال ما كشف عنه كلوب من اتصال تهنئة من جوارديولا بعد فوز «الحمر» بلقب دوري الأبطال، قائلاً: «وعدنا بعضنا البعض بأننا سنتنافس معاً مجدداً الموسم المقبل. سنعمل على الفوز بكل شيء وسنرى ما إذا بإمكاننا الحصول على شيء ما». وقدمت مباراة درع المجتمع فكرة عن طبيعة المنافسة التي سيتوقعها عشاق الدوري اعتباراً من اليوم، حين يفتتح ليفربول الموسم الجديد على أرضه ضد نوريتش سيتي الوافد هذا الموسم إلى الدوري الممتاز؛ إذ احتاج سيتي إلى ركلات الترجيح لرفع الدرع للموسم الثاني على التوالي، وذلك بعد انتهاء الوقت الأصلي من المواجهة مع لاعبي كلوب بالتعادل 1-1. وفضل ليفربول هذا الموسم الاعتماد على الثبات والاستمرارية، مع إدخال تعديلين فقط لن يغيرا من شكل الفريق؛ نظراً لصغر سن الوافدين الجديدين، وهما المدافع الهولندي سيب فان دن بيرج (17 عاماً) من تسفوله، ولاعب الوسط هارفي إيليوت (16 عاماً) من فولهام، بعدما أنفق أكثر من 280 مليون دولار في سوق الانتقالات خلال المواسم الثلاثة الماضية. وفي المقابل، عملت إدارة النادي على تمديد ارتباط بعض النجوم بالفريق، وتحسين عقودهم أيضاً. وعلق كلوب على قرار الإدارة بعدم الإنفاق في سوق الانتقالات الصيفية بقوله ممازحاً: «هذا العام لن يكون نهاية نادي ليفربول. ستكون هناك فترة انتقالات أخرى العام المقبل. هذا الفريق جيد حقاً، وقد استثمرنا الكثير فيه». وحقق كلوب نهضة نوعية في الفريق منذ توليه مهامه عام 2015 قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني، لاسيما من خلال التعاقدات وتطوير أسلوب اللعب والاعتماد على لاعبين شبان نشأوا في صفوف الفئات العمرية. وأعاد المدرب «الحمر» إلى مصاف الأندية الكبرى في إنجلترا والقارة، على الرغم من أنه انتظر حتى نهاية موسم 2018-2019 ليحرز معه أول لقب، وذلك بفوزه في نهائي دوري الأبطال على توتنهام. ويأمل كلوب أن يخوض الموسم الجديد بكامل لاعبيه، بعدما عكرت الإصابات مشاركة الثلاثي الدولي الإنجليزي أليكس أوكسلايد تشامبريلان، وآدم لالانا، وجو جوميز، خلال الموسم الماضي، لكن اللاعبين الثلاثة بدوا في كامل جاهزيتهم خلال التحضيرات للموسم الجديد. ويعول المدرب على قوته الهجومية الضاربة المكونة من البرازيلي روبرتو فيرمينو، والسنغالي ساديو مانيه، والمصري محمد صلاح، الذي أنهى الموسم الماضي هدافاً للدوري، مشاركة مع زميله مانيه والغابوني بيار إيميريك أوباميانج (أرسنال)، ولكل منهم 22 هدفاً، بعدما توج أيضاً هدافاً للموسم الذي سبقه، لكن ب32 هدفاً. ولعب صلاح دوراً حاسماً في تتويج فريقه بلقبه السادس في دوري الأبطال بتسجيله هدف التقدم المبكر من ركلة جزاء، قبل أن يضيف القوة الهجومية البديلة البلجيكي ديفوك أوريجي الثاني في الدقائق الأخيرة. وعلى الرغم من الخيبة مع منتخب بلاده بخروج «الفراعنة» من الدور ثمن النهائي لكأس الأمم الإفريقية على يد جنوب إفريقيا (0-1)، يأمل صلاح أن يكرر ما قدمه في موسميه الأولين مع «الحمر»، وينجح هذه المرة رفقة زملائه في قيادتهم إلى لقب طال انتظاره، وتحول إلى عقدة لجماهير النادي العريق.
مشاركة :