سيطرت قوات الجيش السوري، أمس الخميس، على قريتين جديدتين في شمال غربي سوريا في إطار تقدمها المستمر على حساب الفصائل المسلحة منذ وقف العمل باتفاق لوقف إطلاق النار، وفق المرصد السوري، فيما أعربت مستشارة لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسن عن أسفها لانهيار وقف إطلاق النار في شمال غربي البلاد، كما اعتبر المسؤول الأممي الإنساني الخاص بسوريا أن استئناف الضربات في إدلب أثار «ذعراً تاماً» بين السكّان. وواصلت القوات الحكومية عملياتها العسكرية على محاور عدة في ريف حماة الشمالي، جنوب محافظة إدلب، حيث تدور معارك عنيفة يرافقها قصف جوي وبري كثيف. وأورد المرصد أن «القوات الحكومية حققت تقدماً جديداً تمثل بالسيطرة على قريتي الصخر والجيسات شمال حماة عند الحدود الإدارية مع محافظة إدلب». وأسفرت المعارك منذ الأربعاء، وفق المصدر ذاته، عن مقتل 18 عنصراً من الفصائل بينهم 11 إرهابياً، فضلاً عن سبعة عناصر من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها. ويأتي هذا التقدم، غداة سيطرة قوات النظام على قرية الأربعين وبلدة الزكاة في شمال حماة. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «النظام يتقدم بطريقة مدروسة». وأضاف أن قوات الحكومة تقترب من بلدات اللطامنة وكفر زيتا والهبيط. من جهة أخرى، أشارت نجاة رشدي، وهي مستشارة بارزة لبيدرسن، إلى الاتفاق الأمريكي التركي الذي تم الإعلان عنه الأربعاء لإقامة «منطقة آمنة» في شمال شرقي سوريا. وأضافت في بيان: «هناك مخاوف متزايدة لدى جهات الإغاثة من التصريحات التي تشير إلى تدخل عسكري محتمل، والذي سيكون له تبعات إنسانية فادحة». ومن جهته، أعلن مسؤول في الأمم المتحدة أمس، أنّ استئناف المعارك في إدلب بعد وقف قصير لإطلاق النار في شمال غربي سوريا أثار «ذعراً تاماً» بين السكّان، محذّراً دمشق من «اللعب بالنار». وقال المسؤول الإنساني الخاص بسوريا في الأمم المتحدة بانوس مومتزيس إنّ «هؤلاء الناس لا يعرفون أين يذهبون»، مذكّراً أنّ هذه آخر منطقة في سوريا تسيطر عليها المعارضة. وقال لصحفيين بعد مشاركته في اجتماع في جنيف ضمّ خصوصاً مسؤولين من روسيا التي استأنفت الضربات على إدلب: إن «ذعراً تاماً انتشر من جديد» في المنطقة. وتابع «هذا أشبه باللعب بالنار ونخشى أن يخرج الأمر عن السيطرة». وقال مومتزيس إن استعدادات وضعت من أجل دعم نحو 900 ألف نازح لكن أيضاً لمواجهة العملية التي تؤثر في كل السكان في إدلب. وتساءل «ما هي الخطة بشأن 3 ملايين شخص هناك؟ هذا سؤال لم نجب عنه بعد». (وكالات)
مشاركة :