فلسطين المحتلة - وكالات: أغلقت قوات الاحتلال أمس معظم الطرق في محيط تجمّع مستوطنات غوش عتصيون جنوب الضفة الغربية عقب العثور على جثة الجندي الإسرائيلي دفير سوريك، والذي قتل على يد مقاومين فلسطينيين كما قالت سلطات الاحتلال. وأوضحت مصادر صحفية فلسطينية وشهود - عبر صفحاتهم في مواقع التواصل - أن جنود الاحتلال انتشروا بكثافة في محيط تلك المنطقة، ونصبوا العديد من الحواجز الطيّارة (المؤقتة) وشرعوا بعمليات تفتيش للمكان والمركبات الفلسطينية المارة التي أعاقوا مرورها. كما شدّد جيش الاحتلال إجراءاته في المناطق الشمالية للضفة، ولاحظ المواطنون تنقلاً كثيفاً للسيارات العسكرية، لا سيما في الشوارع التي يتنقل عبرها المستوطنون. وقال علي ثوابتة، مدير بلدية بيت فُجار جنوب مدينة بيت لحم: إن الجنود الإسرائيليين داهموا بيت فجار، واقتحموا المحال والمنشآت التجارية. وأضاف ثوابتة - في اتصال هاتفي بالجزيرة نت - أن الجنود أغلقوا طرقاً داخل البلدة، وسدوا أيضاً مدخلها الرئيسي، قبل أن يشرعوا بالبحث عن كاميرات المتاجر، ومناشير الحجر (مصانع) والتي فتشوها بالكامل بحثاً عن أشخاص يختبئون فيها. وفي شمال الضفة، نصب جنود الاحتلال حواجز بمحيط مستوطنة شافي شمرون شمال نابلس، وشدّدوا من إجراءاتهم على حواجز زعترة وحوارة جنوب المدينة، كما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن قوات الاحتلال شدّدت من إجراءاتها على الطرق ومداخل بلدات شمال وشرق الخليل، خاصة مدخلي مخيم العروب وبلدة حلحول والمناطق المحيطة. ونقلت الوكالة عن شهود عيان بأن الاحتلال نصب عدة حواجز عسكرية، وأوقف مركبات المواطنين وفحص هوياتهم. ونقلت شبكة قدس الإخبارية عن مصادر إسرائيلية قولها: إن الجيش قرّر عقب مقتل الجندي إرسال المزيد من قواته للضفة، وقالت إذاعة جيش الاحتلال أن مصادر أمنية فلسطينية شاركت بالبحث عن سيارة منفذي عملية الطعن. سياسياً، باركت فصائل فلسطينية قتل الجندي وهو يسكن بإحدى المستوطنات، في حين التزمت فصائل أخرى الصمت حتى اللحظة، ووصفت حركة الجهاد الإسلامي العملية “بالبطولية والجريئة” وقالت في بيان: إنها “تحمل رسائل مهمة في ظل إضراب الأسرى المعتقلين إدارياً بسجون الاحتلال“. وقالت الحركة: إن العملية رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وكان آخرها عمليات الهدم في وادي الحمص جنوب القدس المحتلة، وشدّدت “الجهاد” على أن كافة المستوطنين وجنود الاحتلال “هدف مشروع للمقاومة الفلسطينية”. ورأت لجان المقاومة الشعبية في قتل الجندي “الرد الأمثل على العدوان الصهيوني، تأكيداً على فشل المنظومة الأمنية الصهيونية، وأن مقاومة شعبنا عصية على الانكسار”. وعملية خطف الجندي وقتله ثاني أبرز عملية قتل لجنود الاحتلال بالضفة بعدما قتل الشهيد عمر أبو ليلى ضابطاً وحاخاماً أواخر مارس الماضي عند مستوطنة أرائيل شمال مدينة سلفيت شمالي الضفة. وسبق أن نفّذ مقاومون فلسطينيون عملية خطف وقتل ثلاثة مستوطنين قرب تجمّع مستوطنات غوش عتصيون الواقعة بين مدينتي بيت لحم والخليل عام 2014.
مشاركة :