توصلت دراسة علمية أجراها عالم النفس والطبيب ليونارد ساكس، إلى نتائج تدعم الادعاء بأن جد الزعيم النازي أدولف هتلر له جذور يهودية، بحسب مقال نشر في دورية European Studies. تتناول الدراسة، التي تحمل عنوان: "إعادة النظر في مسألة جد أدولف هتلر"، ونُشرت في العدد الحالي من الدورية الأوروبية European Studies مزاعم هانز فرانك، محامي هتلر، الذي "اكتشف الحقيقة". فقد قام هتلر، أحد أشهر معادي اليهود، بتكليف فرانك بالبحث والتثبت من مدى صحة هذا الادعاء في عام 1930. ففي مذكراته التي صدرت عام 1946، والتي نشرت بعد 7 سنوات من إعدامه في محاكمات نوريمبرغ، "ادعى فرانك أنه اكتشف أدلة في عام 1930 على أن جد هتلر لأبيه كان يهودياً يعيش في غراتس بالنمسا، وتحديداً في المنزل الذي كانت تعمل به جدة هتلر. وكتب فرانك في مذكراته أنه أجرى تحقيقاً، تنفيذاً لطلب هتلر، وأنه اكتشف وجود مراسلات بين جدة هتلر واسمها ماريا آنا شيكلغروبر وبين شخص يهودي اسمه فرانكنبرغر يعيش في غراتس. ووفقاً لما قاله فرانك، فإن الرسائل تلمح إلى أن ماريا آنا حملت من ابن فرانكنبرغر، البالغ من العمر 19 عاماً أثناء فترة عملها في منزل آل فرانكنبرغر وأن الطفل غير الشرعي تم إنجابه في ظل ظروف تجعل من الواجب على فرانكنبرغر دفع النفقة. وذكر الباحث ساكس، في الدراسة، أنه وفقاً للخطابات الواردة في مذكرات فرانك، فإن فرانكنبرغر الأب "أرسل أموالاً للتكفل بتريبة الطفل منذ الصغر وحتى عيد ميلاده الرابع عشر". ولكن أشار ساكس إلى أن دقة ادعاءات فرانك ومذكراته "قد تم تمحيصها وتفنيدها"، موضحاً أن "الدراسات العلمية المعاصرة قللت إلى حد كبير من صحة ادعاءات فرانك المتعلقة بالأصول اليهودية المحتملة لجد أدولف هتلر". ففي الخمسينيات من القرن الماضي، قال الكاتب الألماني نيكولاس فون برادوفيتش إنه أثبت أنه "لم يكن هناك يهود في غراتس قبل عام 1856"، دحضاً لما ورد في رواية فرانك. إلا أن ساكس في دراسته الأخيرة وجد أدلة عكس ما ذكره برادوفيتش من واقع وثائق من الأرشيف النمساوي تفيد بأنه كان هناك جالية يهودية في البلدة النمساوية قبل عام 1850، وأبرز أن برادوفيتش كان متعاطفاً مع النازية، "وأنه كان مستاء من مجرد التلميح بأن أدولف هتلر كان (ربع يهودي)".