رؤساء زاحموا الملوك في فترة البقاء على كرسي الحكم

  • 8/9/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

على عكس بقية القوى الدولية كفرنسا أو الولايات المتحدة أو ألمانيا أوبريطانيا، التي تبني ديمقراطيتها على قاعدة التداول على السلطة، فتح احتفال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقضائه الأربعاء 20 عاما بالتمام والكمال كرئيس لروسيا، سجلات البحث عن أطول الفترات القياسية التي قضاها زعماء وملوك في دفة الحكم. ولا يزال فلاديمير بوتين الحاكم في روسيا منذ 20 عاماً، بعيداً عن الأرقام القياسية للفترات التي بقي فيها في السلطة كل من فيديل كاسترو وكيم إيل سونغ وتيودورو أوبيانغ نغيما الذي احتفل بأربعين عاماً رئيساً لغينيا الاستوائية. ناهيك عن الملوك الذين يعتلون العرش مدى الحياة كالملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا البالغة 93 عاما من العمر والتي توصف بعميدة الحكّام مع 67 عاما في الحكم. وبعدما سلّمت الملكة إليزابيث الثانية مؤخرا زعيم حزب المحافظين والسياسي المثير للجدل بوريس جونسون وثيقة تعيينه رئيسا للوزراء، يكون بذلك رئيس الوزراء الـ14 منذ جلوسها على عرش المملكة المتحدة قبل 67 عاما. فيديل كاسترو وكيم إيل سونغ وتيودورو أوبيانغ نغيما دخلوا التاريخ بتحقيقهم أرقاما قياسية في فترات البقاء في السلطة وبوتين الذي عيّن رئيسا للوزراء في أغسطس 1999 انتخب رئيساً في العام ألفين. وفي 2008 بعد ولايتين رئاسيتين متتاليتين، عهد بالكرملين إلى رئيس وزرائه ديمتري ميدفيديف وتولّى هو رئاسة الحكومة كون الدستور يمنع الرئيس من تولّي أكثر من ولايتين متتاليتين. وأصبح رئيساً من جديد في 2012 ثم أعيد انتخابه في 2018. ومن بين القادة الذين ظلّوا في الحكم لأطول فترة، الزعيم الكوبي فيديل كاسترو الذي تولّى السلطة في 1959 وعهد بمنصبه إلى شقيقه راؤول بعد أن بقي 49 عاماً رئيسا للبلاد. واتهم كاسترو حتى بعد رحيله بتأبيد السلطة لفائدة أسرته بدل التوجه إلى صناديق الاقتراع وفرض إرادة الشعب بعد اعتلاء شقيقه راؤول سدة الحكم في كوبا التي عانت سنوات طويلة من الحصار المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة. من جهته، قاد الزعيم القومي الصيني تشانغ كاي-تشيك البلاد لـ47 عاماً مع ألقاب مختلفة ثم تايوان إلى حيث لجأ في 1949 متقّدماً على مؤسس وزعيم كوريا الشمالية كيم إيل سونغ (46 عاما). أما الزعيم الليبي معمر القذافي فقاد بلاده طيلة 42 عاما قبل أن يقتل في أكتوبر 2011 خلال حركة احتجاج سرعان ما تحوّلت إلى نزاع مسلح مازالت تداعياته تقوّض أمن ليبيا. أما عمر بونغو أوندينبا فقد تولى رئاسة الغابون في عام 1967 وتوفي في 2009 بعد أكثر من 41 عاماً في السلطة. وفي أوروبا تولّى الزعيم الألباني انفر هودجا الذي توفي في 1985، رئاسة بلاده طوال 40 عاماً. وببقائه في سدّة الحكم في غينيا الاستوائية لأربعين عاما يسجّل تيودورو أوبيانغ نغيما فترة قياسية في الحكم بعد الملكة إليزابيث الثانية. وفي نفس السياق، يذكر أيضا أنه أعيد انتخاب الكاميروني بول بيا (86 عاما) في 2018 بعد وصوله إلى السلطة قبل 37 عاماً. وفي الكونغو بقي دنيس ساسو نغيسو في الحكم 35 عاماً ورئيس الوزراء الكمبودي هون سين 34 عاما والأوغندي ياويري موسيفيني 33 عاماً. أما في إيران فإن آية الله علي خامنئي هو المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية منذ وفاة الإمام الخميني في 1989.كما أعيد في البلد الأفريقي تشاد انتخاب إدريس ديبي إتنو في 2016 لولاية خامسة وهو في السلطة منذ 28 عاماً. لا يزال فلاديمير بوتين الحاكم في روسيا منذ 20 عاماً، بعيداً عن الأرقام القياسية للفترات التي بقي فيها في السلطة كل من فيديل كاسترو وكيم إيل سونغ وتيودورو أوبيانغ نغيما ويقود إمام علي رحمانوف الذي وصل إلى السلطة في 1992 بعد تفكّك الاتحاد السوفييتي، طاجيكستان بقبضة من حديد منذ 27 عاماً. أما نظيره الإيريتري أسياس أفورقي فإنه يحكم البلاد منذ استقلالها في 1993 أي منذ 26 عاماً. في المقابل، يحكم رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو الذي وصل إلى السلطة في 1994، البلاد منذ 25 عاما. وفي جيبوتي يحكم الرئيس إسماعيل عمر جيله البلاد منذ 20 عاماً. ورغم أن النظام الملكي لا يثير جدلا كبيرا بشأن البقاء في عرش الحكم، فإن امتداد فترة الحكم في ظل أنظمة رئاسية تحتكم إلى الديمقراطية وإلى صندوق الانتخاب من الأمور التي تفتح في الكثير من المرات العديد من التساؤلات حول تمترس بعض القادة ورفضهم فكرة التداول على السلطة. وعلى عكس بعض الديمقراطيات العريقة، التي لا تتجاوز فيها المدد الرئاسية ولايتين على أقصى تقدير، فإن بعض التجارب في بعض الدول مثل روسيا التي يحكمها بوتين منذ عقدين وكذلك تركيا المحكومة بقبضة من حديد من قبل رئيسها رجب طيّب أردوغان تثبت وفق العديد من المتابعين، أن بعض القادة يطوعون مسألة الشرعية الانتخابية، ومن ثمة يتجهون إلى فكرة تأبيد السلطة إما عبر الترهيب وإما من خلال تزوير الانتخابات وإما عبر إجراء تنقيحات وتعديلات على الدساتير بما يخدم مصالح الزعماء ويضمن مستقبلهم السياسي.

مشاركة :