تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي؛ عن أسماء الله الحسنى، وفضل عشر ذي الحجة. وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها، اليوم، أن الله -سبحانه- سمّى نفسه بأسماء مقدّسة عظيمة لقوله تعالى (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وكل اسم من أسماء الله الحسنى يدل على ذات الحق العلى الأعلى سبحانه، ويدل على الصفة العظمى التي تضمنها ذلك الاسم. وقال: "معشر المسلمين في عشر ذي الحجة مضى أكثرها وبقي أقلها فتح الله لكم أبواب كل خير فيها وأحصى لكم فيها الأعمال لتروا ثوابها العظيم وما بقى منها إلا بقية يومكم ويوم عرفة ويوم النحر والأعمال بالخواتيم وأعظم مرغب للعمل فيها حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (ما من أيام العمل الصالح فيهن أعظم أجراً من عشر ذي الحجة قالوا ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء)". وأضاف: أفضل الدعاء دعاء عرفة وهذا يعم الحاج والمقيم والحاج يختص بمزيد الفضل، وعلمنا الله تعالى الأعمال التي ترضيه وحذرنا من الأعمال التي يبغضها وتؤذيه وعلمنا الأوقات التي يتفاضل فيها العمل, مستشهداً بقوله تعالى: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ). وأكّد أن يوم عرفة يوم عظيم جليل يعم خيره وبركاته هذه الأمة لما يتنزل فيه من الرحمة وما يغفر الله فيه من الذنوب العظام للحاج ولمَن شفع فيه وللمقيم على الطاعة، عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء). وحذّر المصلين من المعاصي فإبليس لُعن وخُلد في النار ونزل من الملأ الأعلى بذنبٍ واحدٍ إلى أسفل سافلين ومسخ وشوّه فاحذروا المعاصي.
مشاركة :