يبدو أن الخلاف اشتد بين المستشار السياسي لحاكم قطر، «الإسرائيلي» من أصول فلسطينية عزمي بشارة ووزير خارجية الحمدين محمد بن عبدالرحمن آل ثاني حول السياسة الخارجية للدوحة، فبدأ «بشارة» برفع سقف الاعتراض داخل منظومة إدارة السلطة في قطر وكأنه الحاكم الفعلي للدولة وبخاصة السياسة الخارجية، الأمر الذي شكل استفزازاً لأكثر من وزير ومسؤول. وقال بشارة في تغريدة له، «تقمص دور الدولة الإقليمية بسبب الثروة وحدها لا يكبر حجم الدولة أو يعظمها، هذا بالإضافة إلى أنه يجعل الثروة نقطة ضعف ومصدر تهديد بعد أن كانت مصدر قوة وقد تتجاهل السياسة المغامرة حقائق التاريخ والجغرافية لكنها لا تلبث أن تدرك أنها أصغر من أن تغيرها». يأتي ذلك بعد لقاء جمعه مع وزير الخارجية ورئيس مجلس الوزراء عبدالله بن ناصر آل ثاني منذ أسبوعين في الدوحة، قال بشارة «إن السياسة الخارجية القطرية تشبه سيارة فيراري فارهة ولكن من دون محرك». من جانبه، رد وزير الخارجية القطري بعنف على بشارة، حيث قال له «إن تشبيهه للخارجية القطرية يذكره بأحد المفكرين العرب الكبار الذي لم يصدر منه فكرة ذات قيمة منذ عقدين من الزمن» في إشارة منه إلى بشارة. انسحب بشارة من الاجتماع والتزم الصمت 15 يوماً، ليخرج أمس الأول الخميس بتغريدة عنيفة ضد سياسة قطر الخارجية، واللافت أنه غرّد من مقر إقامته في لندن، التي وصل اليها لأسباب مجهولة منذ أسبوع، ولكن معلومات موثوقة من مصادر في الديوان الأميري، تفيد أن الأمير تميم يحاول معالجة الموضوع وتهدئة بشارة، وإنهاء الخلاف على وجه السرعة. وذهب مراقبون إلى أن بشارة، بتغريدته المبطنة التي في باطنها انتقاد الدوحة وإستراتيجيتها السياسية الهشة، أراد ضرب النظام القطري بشكل غير مباشر بعد أن حدث انقسام كبير في معسكر «مرتزقة الحمدين» بين تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي من جهة وفلول بقايا اليسار في قطر. وأضحى الخلاف والانقسام بين مشروعي الإخوان المسلمين وبقايا اليسار في قطر مفضوحا، مع ارتفاع وتيرة تراشق الاتهامات التي وصلت إلى حدود العلن، ففي الوقت الذي يرى فيه تيار الإخوان داخل منظومة الحمدين أن اليساري الماركسي بشارة، يحاول أن يضحي بمشروع الإخوان المتخم بالخسائر الكبيرة، بعد أن شنوا عليه هجمات إلكترونية تتهمه باختطاف أذرع قطر الإعلامية، استمرت خلايا عزمي الإلكترونية في انتقاد وفضح الإخوان في قطر ما يشي بانهيار مشروع الحمدين في المنطقة، خصوصا بعد مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في يونيو/حزيران من 2017.
مشاركة :