بهجة الحج

  • 8/10/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تهل علينا في هذه الأيام المباركة نسمات فريضة الحج، هذه الفريضة العظيمة التي تحمل الكثير من المعاني الإيمانية والتربوية، وفي صدد المعاني التربوية فإننا نقف عند الكثير من مقاصد الحج ودلالاته بالمفهوم التربوي، حيث تتجلى في هذه المقاصد أسمى معاني التماسك الأسري بين الأب والأم والابن، ففي هذه الرحلة الإيمانية العظيمة نجد امتثال الأب لما جاءه من تكليف من المولى عز وجل، ونجد امتثال الابن وطاعته لأبيه، ورعاية الأم واحتضانها لفلذة كبدها والسهر عليه، وبحثها عن الماء ليسد رمقه. ما أجمل أن تكون هذه المعاني التربوية وغيرها من التقاليد والعادات التي حفظتها الذاكرة الجمعية لمجتمع الإمارات، فقد ارتبطت رحلة الحج بطقوس عظيمة وعادات أصيلة تعكس جذور التسامح في مجتمعنا منذ القدم. وسجل المؤرخون كثيراً من هذه الصور واللوحات الإبداعية التي تعكس (البيت متوحد)، وأصالته في المجتمع الإماراتي، فقد ارتبطت هذه الرحلة المباركة بالتعب والكد، وتجهيز المال استعداداً لهذه الرحلة التي كانت تتم على ظهور الإبل في قوافل تقطع الصحراء، يحدوها الأمل في طاعة الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. إن بهجة رحلة الحج لم تكن تقف عند الحاج فقط، وإنما هذه البهجة في الذاكرة الشعبية هي بهجة «الفريج» كله، إذ يتعاون الجميع ويتآزرون في تجهيز مستلزمات هذه الرحلة، فالسعادة تعم الجميع، والكل معني بأن يكون جزءاً من بهجة هذه الرحلة، ولعل الأهازيج الشعبية التي حفلت بها الذاكرة الجمعية لتراثنا الوطني تجسد هذه المعاني، وتوثق فرحة الحجيج وهم في طريقهم إلى الديار المقدسة، ولهفة أسرهم انتظاراً لعودتهم. كل هذه الصور التراثية الجميلة في حاجة لأن نسلط الضوء عليها للأبناء والبنات من النشء والشباب، بحيث يكون كل منهم على وعي بالمقاصد التربوية لهذه الفريضة العظيمة وما تحفل به من مناسك وشعائر، ففي هذه الرحلة تتجلى الطاعة في أسمى صورها، ويبرز دور الأسرة المتماسكة القوية القادرة على مجابهة التحديات. إننا بحاجة لأن يطلع الأبناء والبنات على هذه التفاصيل صغيرها وكبيرها والارتباط بينها كعنصر من عناصر التراث الشعبي الذي يجسد محوراً أصيلاً في التقاليد والعادات المرتبطة بهذه الرحلة، والفلكلور الشعبي الذي خلدها كواحدة من أعظم رحلات الإنسان على مدى قرون طويلة، كما أن تسليط الضوء على الأبعاد التاريخية لهذه الرحلة في الماضي يقابله أيضاً إطلالة حضارية لما وفرته قيادتنا الرشيدة من رعاية وعناية لقاصدي بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين، فاليوم نحن أمام منظومة تأخذ بأرقى المعايير العالمية في توفير الرعاية الصحية والدعم اللوجستي وغيرها لحجاج بيت الله الحرام، الذين نسأل الله لهم حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً. أمين عام جائزة خليفة التربويةShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :