"سانت بطرسبرغ" وجهة سياحية لتعزيز التواصل الثقافي بين روسيا والإمارات

  • 8/10/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عدد من المسؤولين في قطاع السياحة بحكومة مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، أن المدينة ترحب باستقبال الزوار الإماراتيين في مختلف أيام السنة، حيث تم إعفاء المواطنين الإماراتيين من تأشيرة الدخول خلال العام الجاري، مشيدين بالعلاقات الاستراتيجية والمتينة بين دولة الإمارات وروسيا والتي شهدت تطوراً متسارعاً بفضل الرؤى المشتركة في القطاعات كافة، ووجود الإرادة الحقيقية لتعزيز التعاون، خصوصاً في مجال السياحة الثقافية والاستثمار في تعزيز التواصل الحضاري بين الشعبين الصديقين. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته حكومة سانت بطرسبرغ لوفد من ممثلي وسائل الإعلام الإماراتية، بهدف تسليط الضوء على استراتيجية القطاع السياحي والثقافي بالمدينة لجذب السياح الإماراتيين، وتعريفهم بأهم المعالم والمتاحف والمزايا التي تجعل من المدينة أحد الخيارات الرائجة عالمياً، باعتبارها العاصمة الثقافية لروسيا. وقالت آنا زولوتوفا، رئيس قسم التطوير السياحي في مدينة سانت بطرسبرغ: «شهدت المدينة ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الزوار خلال السنوات الـ 4 الماضية، حيث شهد عام 2015 زيارة 6 ملايين و500 ألف زائر، بينما زار المدينة عام 2016 نحو 7 ملايين سائح، وارتفع العدد ليصل إلى 7 ملايين و500 ألف سائح في عام 2017، بينما تجاوز العام الماضي 8 ملايين و200 ألف سائح، وهو الأمر الذي يبرهن أننا نسير بخطى ثابتة نحو استقطاب المزيد من السياح». وأضافت: «ما تميزت به المدينة الفترة الماضية هو استضافة العديد من الأحداث السنوية في مختلف القطاعات، ومنها استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم العام الماضي، كما تستضيف في عام 2021 المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، إضافة إلى احتضان الكونغرس السنوي للطهاة في عام 2020، وافتتاح المزيد من المتاحف التي تبرز الموروث الحضاري والثقافي للمدينة بعراقتها التاريخية التي تعد مقصداً للباحثين عن حقائق التاريخ». وأشارت إلى أن المدينة سعت إلى تطوير القطاع السياحي، حيث يبلغ عدد الغرف الفندقية الحاصلة على التقييم المرتفع في فنادق المدينة إلى 44 ألف غرفة، بينما تم افتتاح 6 فنادق جديدة مؤخراً بهدف مواكبة الاحتياجات الحالية للسياح، بينما تشهد الفترة المقبلة تعزيز الخدمات في مرافق الواجهات التاريخية من القصور والحدائق، إضافة إلى تطوير سبل التواصل، حيث تم إطلاق تطبيق إلكتروني للتعريف بالمرافق والوجهات كافة المتاح زيارتها، وتوفير 13 مكتباً رئيساً للمعلومات بوجود مجموعة من المرشدين المتخصصين المتقنين لـ 10 لغات مختلفة. من جهته، أكد هارميك سينغ، رئيس المكتب السياحي لسانت بطرسبرغ في دبي، وجود العديد من القيم المشتركة بين المدينة ودولة الإمارات، حيث يشكل التواصل الثقافي والتعرف على الحضارات جزءاً رئيساً من مفهوم التسامح القائم على معرفة الشعوب بعضها بعضاً، واحترام التنوع الثقافي الذي يميزها، وهو الأمر الذي يؤكد أن سانت بطرسبرغ والإمارات يمضيان في إرساء قيم التعايش العالمية عبر إبراز الثقافة كعنصر جامع للشعوب. وأضاف: «سنعمل من خلال المكتب قريباً على تعريف المستثمرين الإماراتيين بالفرص الاقتصادية المتاحة في المدينة، كما نستمر في مواصلة الجهود للرد على الاستفسارات كافة التي تردنا من قبل المواطنين والمقيمين في الدولة، ونحن سعيدون لهذه الشراكة التي ستجلب الثقافة الروسية إلى المواطن الإماراتي، والذي سيكتشف معالم تاريخية تحكي العديد من القصص التي كتبت فصولاً مؤثرة في العالم المعاصر». من ناحيتها، اعتبرت مارينا موروزوفا، رئيسة الاتحاد الوطني للسياحة في روسيا بالشرق الأوسط، أن زيارة سانت بطرسبرغ تمثل تجربة ثقافية غنية تثري الجانب المعرفي للزائر، نظراً لوجود العديد من المواقع السياحية التي يتم من خلالها توفير مختصين بالتاريخ لشرح الأحداث التي عاشتها المدينة طوال الحقب الزمنية الماضية، إضافة إلى الإجراءات الميسرة للحصول على التسهيلات المطلوبة لزيارة أبرز المواقع. وأشارت إلى أن المدينة تدرك أهمية تسخير العلاقات الصلبة بين الإمارات وروسيا والاستفادة منها نحو تعميقها عبر استضافة مختلف ممثلي الجهات المعنية بدولة الإمارات للتعرف على فرص التعاون والتنسيق المشترك التي من الممكن تعزيزها، حيث أثمرت الجهود تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول للمواطنين الإماراتيين والتي قد تشمل في مرحلة لاحقة المزيد من التسهيلات للمقيمين في الدولة من مختلف الجنسيات. مواقع تاريخية وتتميز مدينة سانت بطرسبرغ بوجود العديد من المعالم التاريخية المتاحة للسياحة، ومنها متحف هيرمتاج والذي يعد أحد أكبر المتاحف في العالم، حيث يحتضن 3 ملايين تحفة فنية ويعد أكبر متحف في عدد اللوحات عالمياً، ولذلك يعد مقصداً سياحياً بارزاً بوجود نحو 5 ملايين زائر سنوياً، يتعرفون على القطع الأثرية والميداليات القديمة والتماثيل والزخارف والمسكوكات والأنواع القديمة من الأسلحة التي تم استخدامها قديماً، كما تحتضن المدينة بجوار المتحف القصر الشتوي، وهو أحد القصور التي تم تشييدها في القرن الـ 18 ميلادي وتم استخدامه كمقر إقامة دائم في فصل الشتاء للقياصرة الروس. وتتفرد المدينة بوجود عدد متنوع من القصور التاريخية، حيث يجسد قصر كاثرين عراقة التاريخ في روسيا، من خلال ما يضمه من لوحة معمارية فريدة بمختلف غرفه، خاصة في غرفة الإمبراطورة إليزابيث والإمبراطورة كاثرين العظمى، إضافة إلى بقية القاعات والتي شكلت مقراً للعائلة القيصرية في القرنين الـ 18 والـ 19 بروسيا، بينما يعد قصر بيترهوف معجزة هندسية نظراً لوجود 170 نافورة مائية مزينة بتماثيل مطلية بالذهب، كما يعد أحد مواقع التراث العالمي بتشييده عام 1710. وتتعدد شواهد التسامح في المدينة، ومنها مسجد سانت بطرسبرغ الكبير، والذي تم تشييده في عام 1913 وكان الأكبر حينها بأوروبا، ويصل طول المسجد إلى 45 متراً، بينما يصل ارتفاع القبة الرئيسة إلى 39 متراً، وارتفاع المآذن إلى 48 متراً، ويستوعب المسجد أكثر من 5 آلاف مصل، كما يستقبل المسجد الزوار من مختلف الأديان للاطلاع على الثقافة الإسلامية بهدف ترسيخ قيم التسامح والتعايش.

مشاركة :