ارتفعت أسعار النفط أمس بدعم من توقعات بزيادة تخفيضات إنتاج تحالف المنتجين المسمى "أوبك+"، على الرغم من تقرير لوكالة الطاقة الدولية يفيد بتراجع نمو الطلب إلى أدنى مستوياته منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008. وبحسب "رويترز" ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 1.48 دولار لتصل إلى 58.86 دولار للبرميل، وصعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.80 دولار إلى 54.34 دولار للبرميل. وهبطت أسعار النفط إلى ما يزيد على 20 % من مستوياتها المرتفعة التي سجلتها في ابريل الماضي. واتفقت "أوبك" وحلفاؤها بقيادة روسيا، وهو تحالف يعرف باسم "أوبك+"، في (يوليو) على تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى (مارس) 2020 في مسعى لدعم أسعار الخام. وأشارت وزارة الطاقة الروسية إلى أن تقديرات وكالة الطاقة الدولية تتطابق إلى حد كبير مع توقعاتها، مضيفة أن موسكو أخذت بعين الاعتبار إمكانية حدوث تباطؤ للطلب على النفط عندما مددت اتفاق تخفيض الإنتاج مع "أوبك". وأفاد مصدران مطلعان على بيانات وزارة الطاقة الروسية أمس أن إنتاج النفط في روسيا زاد إلى 11.32 مليون برميل يوميا في الفترة من أول (أغسطس) وحتى الثامن من الشهر نفسه ارتفاعا من 11.15 مليون برميل يوميا في المتوسط في (يوليو). ويفوق هذا المستوى ما تعهدت به موسكو بموجب اتفاق خفض الإنتاج مع "أوبك"، بخفض إنتاجها عند 228 ألف برميل يوميا من 11.41 مليون برميل يوميا ضختها في (أكتوبر) 2018. وتوقع ألكسندر نوفاك وزير النفط الروسي الشهر الماضي أن يبلغ إنتاج النفط الروسي في المجمل ما يتراوح بين 556 و557 مليون طن ها العام، أو 11.17-11.19 مليون برميل يوميا، بما يتماشى مع ذلك التعهد. من جانبها، ذكرت وكالة الطاقة الدولية أن الدلائل المتزايدة على وجود تباطؤ اقتصادي وتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تسببا في نمو الطلب العالمي على النفط بأبطأ وتيرة منذ الأزمة المالية العالمية في 2008. وأفادت الوكالة في تقريرها الشهري بأن "الوضع يزداد ضبابية .. نمو الطلب العالمي على النفط كان بطيئا للغاية في النصف الأول من 2019". وبحسب الوكالة التي مقرها باريس فإنه عند المقارنة مع الشهر نفسه من 2018، يكون الطلب العالمي انخفض 160 ألف برميل يوميا في (مايو) مسجلا ثاني انخفاض على أساس سنوي في 2019. وفي الفترة من (يناير) إلى (مايو)، ارتفع الطلب على النفط 520 ألف برميل يوميا مسجلا أقل زيادة لتلك الفترة منذ 2008. وترى الوكالة أن "آفاق التوصل إلى اتفاق سياسي بين الصين والولايات المتحدة بشأن التجارة تدهورت. قد يؤدي هذا إلى تقلص النشاط التجاري ونمو أقل للطلب على النفط". وخفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي لعامي 2019 و2020 إلى 1.1 مليون برميل يوميا و1.3 مليون برميل يوميا على الترتيب، مشيرة إلى أن الصين هي المصدر الوحيد الكبير للنمو بمقدار 500 ألف برميل يوميا في النصف الأول من العام الجاري. وأضافت الوكالة أن نمو الطلب في الولايات المتحدة والهند بلغ 100 ألف برميل يوميا فقط في الفترة من (يناير) إلى (يونيو). وقال التقرير "التوقعات هشة مع وجود احتمال أكبر لإجراء مراجعة بالخفض أكثر من المراجعة بالرفع"، مضيفا أن قيود الإمدادات تسببت في شح بالأسواق وتلقي الدعم من تباطؤ الإنتاج خارج المنظمة، لكن الوكالة تؤكد أن التوازن سيكون مؤقتا إذ إنها تتوقع نموا قويا للإنتاج من خارج "أوبك" في 2020 عند 2.2 مليون برميل يوميا، وتتنبأ بأن سوق النفط العالمية ستحظى "بإمدادات جيدة". وتشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن المخاوف الاقتصادية تطغى على العوامل الجيوسياسية، لكن سوق النفط ما زالت تتابع عن كثب التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج. وتسببت العقوبات الأمريكية على إيران في دفع صادرات طهران من النفط الخام إلى الانخفاض في تموز (يوليو) بمقدار 130 ألف برميل يوميا إلى 400 ألف برميل يوميا وهو أدنى مستوى منذ الثمانينيات، كما تراجع إنتاج نفط إيران 50 ألف برميل يوميا في تموز (يوليو) إلى 2.23 مليون برميل وهو أدنى مستوى منذ الثمانينيات. في غضون ذلك، قال مسؤول نفطي سعودي أول أمس إن المملكة أكبر منتج للخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، وتخطط للإبقاء على صادراتها من النفط الخام عند أقل من سبعة ملايين برميل يوميا في آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) لإعادة التوازن إلى السوق والمساهمة في تقليص مخزونات النفط العالمية، في المقابل، ذكر سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي أن بلاده ستواصل دعم إجراءات لتحقيق التوازن في سوق النفط. من جهة أخرى، يواصل إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصعود للأسبوع الثاني على التوالي متجها بذلك صوب أعلى مستوى في تاريخه. وكشف التقرير الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن الإنتاج النفطي للولايات المتحدة ارتفع بمقدار 100 ألف برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 2 آب (أغسطس) الجاري ليصل إلى 12.300 مليون برميل يوميا. ويتبع بذلك إنتاج النفط الأمريكي اتجاها صعوديا للأسبوع الثاني على التوالي، كما يفصله 100 ألف برميل يوميا فقط عن المستوى القياسي الأعلى المسجل على صعيد التقييمات الأسبوعية. وشهد إنتاج الولايات المتحدة من الخام قفزة قوية في الأسبوع الأخير من شهر تموز (يوليو) الماضي قدرها 900 ألف برميل يوميا. وبحسب التقرير الأسبوعي، فإن صافي الواردات الأمريكية من النفط ارتفع بنحو 1.2 مليون برميل يوميا في الأسبوع الماضي مع هبوط ملحوظ في الصادرات وزيادرة الواردات من الخام. ويقف صافي واردات الولايات المتحدة من الخام عند مستوى 5.283 مليون برميل يوميا بزيادة 1.194 مليون برميل يوميا على مستويات الأسبوع السابق له. وبالنسبة للواردات النفطية في الولايات المتحدة فقد ارتفعت في الأسبوع الماضي بنحو 485 ألف برميل يوميا لتصل إلى 7.148 مليون برميل يوميا. في حين هبطت صادرات الولايات المتحدة من الخام في الأسبوع الماضي إلى مستوى 1.865 مليون برميل يوميا وهو أقل بنحو 709 ألف برميل يوميا عن أرقام الأسبوع السابق له. وفيما يتعلق بمخزونات النفط الأمريكية، فشهدت زيادة 2.4 مليون برميل في الأسبوع المنقضي وهو ما يخالف التوقعات التي كانت تشير إلى هبوط قدره 2.9 مليون برميل. وارتفعت مخزونات البنزين داخل الولايات المتحدة بمقدار 4.4 مليون برميل. وارتفعت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بأقل من تقديرات المحللين خلال الأسبوع الماضي، وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ارتفاع مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بمقدار 55 مليار قدم مكعب خلال الأسبوع المنتهي في 2 (أغسطس) الجاري، لتصل إلى 2689 مليار قدم مكعب، مقارنة بالأسبوع السابق له. وتشير توقعات المحللين إلى أن مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة سترتفع بنحو 61 مليار قدم مكعب خلال الأسبوع الماضي. وعلى أساس سنوي، ارتفعت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بمقدار 343 مليار قدم مكعب مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وارتفع سعر العقود الآجلة لخام الغاز الطبيعي تسليم (سبتمبر) بنحو 1 في المائة ليصل إلى 2.10 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
مشاركة :