«انقلاب» سالفيني يدخل إيطاليا في أزمة غير مسبوقة

  • 8/11/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يلفّ الغموض المشهد السياسي في إيطاليا في أعقاب تفكك الائتلاف الحاكم منذ 14 شهراً بقرار من رجل الحكومة القوي اليميني ماتيو سالفيني، ما جعل السؤال الأساسي يتمحور حول معرفة ما إذا كان الخريف المقبل سيشهد انتخابات مبكرة أو أنّ الحل سيأتي عبر حكومة تكنوقراط انتقالية. وإذا كان إجراء انتخابات محتماً، فمتى ستنظّم؟ وأي حكومة ستنظمها؟ هل ستحضّر لها حكومة تكنوقراط؟ أم انّ الحكومة الحالية ستواصل تصريف الأعمال بانتظار الاقتراع؟ إزاء هذه الأسئلة، كرر ماتيو سالفيني أمام حشد في ترمولي (وسط-شرق) أنّ أولويته تكمن في تنظيم انتخابات «في أسرع وقت ممكن». وسبق لحزبه أن أودع طلبا لحجب الثقة عن رئيس الحكومة أمام مجلس الشيوخ، بهدف تسريع سقوط الحكومة. وسارع زعيم «حزب الرابطة» سالفيني إلى تحويل جولته على الشواطئ التي بدأها الأربعاء الماضي، وستقوده الأحد إلى صقلية، إلى حملة انتخابية. وبعيد إعلان انتهاء تحالفه مع «حركة 5 نجوم، استفاد من تجمّع في بسكارا ليدعو البرلمانيين إلى «النهوض والعودة إلى روما»، بهدف إسقاط الحكومة. وكرر «الكابيتانو» في ترمولي، أمس الأول، «يجب إعطاء الكلمة للإيطاليين عبر التصويت. إنّه خيار يقوم على أساس الشجاعة، التماسك وأيضاً الكرامة». وفاجأ إعلان الزعيم الشعبوي من أصبح حالياً حليفه السابق لويجي دي مايو، زعيم «5 نجوم»، وكذلك رئيس الوزراء جوزيبي كونتي القريب من هذه الحركة، واتهم سالفيني برغبة الاستثمار «في استطلاعات رأي مواتية بدلاً من الاهتمام بالبلاد». وطالب كونتي في خطاب غير متوقع، مساء الخميس، سالفيني بالحضور إلى البرلمان «لشرح وتبرير» قراره بعدما حصلت «الرابطة» على كل ما كانت تريده خلال 14 شهراً من عمر الحكومة. ذكرت وسائل الإعلام الإيطالية ان «الرابطة» تريد أن تنظم الانتخابات التشريعية في النصف الثاني من أكتوبر، وجرى الحديث عن أيام الاحاد في 13 و20 و27. ودعت رئيسة مجلس الشيوخ رؤساء الكتل إلى اجتماع غداً، لتحدد معهم تاريخ جلسة حجب الثقة، بينما دعا سالفيني جميع نواب حزبه إلى اجتماع في اليوم نفسه عند الساعة السادسة مساء. وقال النائب اليساري فيديريكو فورنارو: «يتوجب على سالفيني الاحتكام إلى الدستور الذي أدى اليمين بموجبه، والتوقف عن التعاطي مع البرلمان، كما لو أنّه مصدر إزعاج لمشاريعه السياسية. ايطاليا ليست مثل المجر (في ظل) فيكتور اوربان، ولن تكون كذلك أبداً». ومهما كان تاريخ الانتخابات المبكرة، فستكون «الرابطة» في موقع قوة مع استطلاعات للرأي تشير إلى حصولها على 36 إلى 38 في المئة من نوايا التصويت، وحتى أكثر ما يسمح لها بالحكم منفردة أو بدعم حزب «فراتيلي ديتاليا» من اليمين المتطرف. ويبقى حزب «5 نجوم» بعيداً مع 17 في المئة من نوايا الأصوات، وهي النسبة التي حصل عليها خلال الانتخابات الأوروبية، ما يوازي تقريباً نصف النسبة التي حصدها في انتخابات مارس 2018. وتبقى النقطة الغامضة في رد فعل الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا، الذي يتمتع وحده بصلاحية حل البرلمان بعد مشاورات مع رئيسي غرفتي السلطة التشريعية والقادة السياسيين، ثمّ الدعوة إلى اقتراع. وانتقل ماتاريلا، أمس الأول، إلى سردينيا لقضاء عطلة. ويعارض ماتاريلا إجراء إنتخابات بين سبتمبر وأكتوبر، وهي الفترة التي يجب على حكومة ثالث اقتصاد في منطقة اليورو والمثقلة بالديون، أن تحضّر خلالها موازنة السنة المقبلة، وأن تبحثها مع بروكسل وتعرضها على البرلمان للمصادقة عليها. ولن يكون لدى حكومة منتهية ولايتها تقوم فقط بتصريف الأعمال المصداقية اللازمة، للتفاوض مع بروكسل، وهذا الوضع قد يلحق الضرر بإيطاليا في الأسواق. وحسب وكالة الإعلام الإيطالية، قد يجتمع مجلس الشيوخ في 20 أغسطس لأخذ علم بانهيار الائتلاف الحكومي، وقد يتم حل البرلمان بعد أيام. وحسب الدستور الإيطالي يتوجب الدعوة لتنظيم انتخابات جديدة، خلال مهلة 50 إلى 70 يوما.

مشاركة :