أكدت وزارة النفط العراقية أمس أنها لا تزال مستمرة في المحادثات مع شركة إكسون موبيل الأمريكية العملاقة بشأن اتفاق ضخم لتحسين البنية التحتية النفطية لجنوب البلاد. وبحسب "رويترز"، أوضحت وزارة النفط العراقية أن اتفاقها مع شركتي بي. بي البريطانية وإيني الإيطالية لا يمثل جزءا من مشروع جنوب العراق الذي تبلغ تكلفته 53 مليار دولار لمدة 30 عاما إنما يتعلق بتجهيز مواد لأنبوبين نفطيين بحريين لغرض تأهيلهما للتصدير عبر الخليج. وذكر خمسة من كبار المسؤولين النفطيين العراقيين أمس الأول أن بغداد تقترب من التوصل إلى اتفاق مع "بي. بي" و"إيني" حول مشروع أنابيب للتصدير كان مزمعا البدء فيه أن يكون جزءا من الاتفاق الضخم مع "إكسون موبيل". وجاء في بيان للوزارة "أكدت وزارة النفط استمرار مفاوضاتها مع شركة إكسون موبيل الأمريكية. عدم التوصل إلى اتفاق أو إبرام عقد بين الطرفين، لا يعني انتهاء المفاوضات أو إقصاء شركة إكسون موبيل من هذا المشروع، كما نقلته وتداولته بعض وكالات الأنباء عن مسؤولين لم تصرح بأسمائهم". وتابع البيان، أن الاتفاق مع "بي. بي" و"إيني" اقتصر على الأنبوبين النفطيين البحريين مشيرا إلى أن المشاريع الاستراتيجية الكبيرة تتطلب مزيدا من الوقت والبحث والتفاوض والدراسات. ويضم مشروع الجنوب المتكامل مجموعة من المشاريع تشمل تطوير حقلين نفطيين وتوسيع منظومة التخزين والنقل والتصدير، إضافة إلى بناء وحدتين لمعالجة وتصنيع الغاز. والمشروع العملاق البالغ عمره 30 عاما هو محور خطط «إكسون» للتوسع في العراق ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وتجزئة المخططات من الصفقة قد يؤثر سلبا في طموحات الشركة. وتأتي محادثات "بي. بي"، و"إيني" مع بغداد عقب إعلان مسؤولين عراقيين في حزيران (يونيو) اختيار هيوندي للهندسة والبناء الكورية الجنوبية لبناء منشأة حقن لمياه البحر بتكلفة 2.4 مليار دولار، وذلك جزء آخر من الصفقة التي كانت تخضع للنقاش مع "إكسون". وفي أيار (مايو)، بدا أن الصفقة الضخمة التي سيبرمها العراق مع "إكسون" وشيكة، وبحث مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي الصفقة مع عادل عبدالمهدي رئيس الوزراء العراقي مرتين في ثلاثة أيام بما في ذلك خلال زيارة مفاجئة قام بها إلى بغداد. وفي غضون ذلك، أوضح عبدالمهدي أن بلاده تقترب من توقيع الاتفاق مع الشركة الأمريكية وشريكتها في المشروع بتروتشاينا. لكن المفاوضات استغرقت وقتا طويلا فيما بعد بشأن شروط العقد وبفعل تصاعد التوترات بين إيران المجاورة للعراق والولايات المتحدة، والبلدان حليفان رئيسان للعراق. وتعطلت المحادثات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق أولي على الأقل جراء عمليتي إجلاء منفصلتين للموظفين الأجانب في "إكسون" من العراق، الأولى بعد أن حذرت واشنطن من تهديدات إيرانية للمصالح الأمريكية هناك، والثانية جاءت بفعل هجوم صاروخي بدا أنه يستهدف الشركة. وأشار المسؤولون العراقيون الخمسة الكبار إلى أن التأجيلات أجبرت العراق على التفكير في شركات أخرى للمساعدة على تشييد البنية التحتية الخاصة بمرافئ التصدير البحرية لديه. وذكر أحد المسؤولين الذي يشرف على البنية التحتية للتصدير في جنوب البلاد :"لا يمكننا انتظار "إكسون" إلى الأبد. لدينا مشكلات خطيرة في خطوط الأنابيب البحرية ونحتاج بشكل عاجل إلى العثور على شركاء للمساعدة في بناء خطوط جديدة. حدوث مزيد من التأجيلات قد يلحق الضرر ببنية التصدير البحري لدينا".
مشاركة :