ألغى مكتب رئيس الوزراء العراقي أمس عقد العمل للمتحدث باسمه، رافد جبوري، فيما قال جبوري نفسه إنه «طلب إعفاءه من المنصب منعاً لإحراج رئيس الحكومة حيدر العبادي». وكان مدونون على موقع التواصل «يوتيوب» نشروا فيديو لأغنية قدمها جبوري نفسه خلال فترة التسعينات «تمتدح صدام حسين»، رئيس النظام العراقي السابق. وقال مصدر حكومي رفض الكشف عن هويته، إن «السيرة الذاتية التي قدمها قبل التعاقد لم تتضمن ذكر ما يتم تداوله حالياً في مواقع التواصل الاجتماعي ولم يكن ضمن سيرته الإعلامية». وتابع أن «مكتب رئيس الوزراء حريص على أن تنطبق على أفراد مكتبه الخاص أو العاملين في المكاتب المرتبطة به، الشروط والمواصفات الصحيحة»، مشدداً على أن «من يخالف الشروط والمواصفات فإن مكانه سيكون خارج المكتب». وكتب جبوري عبر حسابه الخاص على موقع «فيسبوك» قائلاً: «باختصار، لم أرد أن أحرج مكتب رئيس الوزراء أكثر من ذلك، لأن المقصود من الشريط كان مهاجمة الحكومة، فطلبتُ إعفائي، وتم ذلك بالفعل». وأكد جبوري، الذي عمل صحافياً مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في بغداد، أنه تقدم باستقالته من منصبه الذي تسلّمه قبل أقل من ستة أشهر. وانتشر، بدءاً من الخميس، شريط مصوّر لأغنية بعنوان «إرفع رأسك أنت عراقي»، لحّنها جبوري وأداها بنفسه. ويتضمّن الشريط مشاهد للرئيس الأسبق يرفع سيفاً أو يطلق النار من بندقيته، ويمتطي حصاناً أبيض اللون، بينما يكرر جبوري في الأغنية «إرفع رأسك أنت عراقي، يا رمز الإنسان الراقي (...) يا صدام حسين أعداؤك تسقط كلها وأنت الباقي». ويضيف: «صدام حسين الذي يقودك والأمة تفاخر بوجودك (...) يا سيف الحق ضد الباطل تصيح بصوتك وتناضل». وكان جبوري أقرّ الجمعة بأدائه الأغنية، مقدماً اعتذاره عن ذلك. وقال في بيان على صفحته الرسمية على «فيسبوك»: «أقر بأنني قبل أكثر من 15 عاماً، غنيت أغنية وطنية ورد فيها اسم صدام، وكنت مضطراً لتلبية متطلبات العيش آنذاك، وهو أمر معروف لكل من عاش ظروف العراق قبل 2003»، تاريخ سقوط النظام الذي عرف بالقمع والشدة. واعتبر جبوري أنه عند أداء الأغنية «كنت صغير السن وأفتقر الى الحكمة، ولكنني حتى في ذلك الوقت لم أكن عضواً في حزب البعث، ولست بعثياً الآن». وأضاف: «كانت التجربة خطأ أقرّ به، وأعتذر إن كان أساء الى أحد»، مقدماً اعتذاراً شخصياً للعبادي «لأنه لم يكن يعلم أبداً بموضوع الأغنية أو أي شيء عنها حين اختارني لمهمة المتحدث باسم مكتبه الإعلامي».
مشاركة :