بعد أن أعلن الانفصاليون في جنوب اليمن استجابتهم لإيقاف إطلاق النار في عدن التي سيطروا عليها فعلياً يوم السبت، أكدوا أنهم لن يتفاوضوا "تحت التهديد" فيما أعلنت الأمم المتحدة وقوع عشرات الضحايا نتيجة الأحداث الأخيرة. جاء في بيان صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن: "قتل وجرح أعداد من المدنيين منذ 8 آب/أغسطس الماضي حين اندلع القتال في مدينة عدن. وتفيد تقارير أولية أن ما يصل إلى 40 شخصا قتلوا و260 جرحوا". ومن جانبهم، أكد الانفصاليون في جنوب اليمن اليوم الأحد (11 آب/أغسطس) أنهم لن يتفاوضوا "تحت وطأة التهديد"، مشدّدين في الوقت نفسه على وقوفهم إلى جانب التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في بلادهم، وذلك غداة دعوة الرياض إلى اجتماع للطرفين اليمنيين المتحاربين، مهددة باستخدام "القوة العسكرية" لفرض وقف فوري لإطلاق النار. وشدّد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بريك في خطبة عيد الأضحى في عدن على "الثبات وعدم التفاوض تحت وطأة التهديد"، كما أكد أيضاً على "الالتزام بشرعية هادي والوقوف إلى جنب التحالف". وأعلن الانفصاليون السبت السيطرة على القصر الرئاسي في العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، قبل أن يعلن مصدر من التحالف أن الانفصاليين "بدأوا بالانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها". وكان التحالف العسكري أعلن صباح اليوم أنه "استهدف إحدى المناطق التي تشكل تهديدا مباشرا على أحد المواقع المهمة التابعة للحكومة الشرعية". وساد الهدوء في شوارع مدينة عدن صباح الأحد، أول أيام عيد الأضحى، بعد غارات التحالف، بحسب شهود عيان. وقال الشهود إن الغارات الجوية استهدفت معسكري بدر وجبل حديد في المدينة الذين سيطر عليهم الانفصاليون. وعدن هي العاصمة الموقتة للحكومة المعترف بها منذ سيطرة المتمردين الحوثيين على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014. وهذه ليست المرة الأولى التي يشتبك فيها الانفصاليون التابعون للمجلس الانتقالي الجنوبي مع الوحدات الموالية للرئيس هادي. ففي كانون الأول/يناير 2018، شهدت عدن قتالاً عنيفاً بين الانفصاليين والقوات الحكومية أدى إلى مقتل 38 شخصا وإصابة اكثر من 220 آخرين بجروح. م.ع.ح/س.ك (أ ف ب – رويترز)
مشاركة :