ياسر جلال: خاطرت بحياتي في لمس أكتاف وزوجتي الجندي المجهول وراء نجاحي

  • 8/11/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

للعام الثالث على التوالي، لم يخذل الفنان ياسر جلال جمهوره الذي وضعه في المقدمة، فقد اجتهد في تقديم شخصية مختلفة عمّا سبقها من الشخصيات، حصل من خلالها على إشادات واسعة وتعليقات إيجابية من جانب الجمهور والنقاد. تعمق ياسر في تفاصيل شخصية "أدهم" المصارع التي يجسدها في مسلسله "لمس أكتاف" الذي أذيع على القنوات الفضائية في شهر رمضان، بداية من تكوينه الجسماني مروراً بضبط "تون" (إيقاع) صوته حتى يكون قوياً وأجشاً وعميقاً، إلى جانب "اللوك" الأقرب لشخصية المصارع. التقت «سيدتي» الفنان ياسر جلال لمناقشة الرسالة التي يحملها العمل، والوقوف معه على أهم الصعوبات التي واجهها خلال التصوير. وإلى نص الحوار: يتعامل ياسر مع الفن كرسالة يجب استغلالها في محاربة الفساد، ففي المسلسل يكشف عن أسماء عدد من الأدوية، التي تستخدم في علاج بعض الأمراض العصبية والنفسية وتباع في الصيدليات، ويستخدمها الشباب كمخدر لأنها غير مجدولة ومن السهل شراؤها. يناقش المسلسل القضية الخطيرة بأسلوب يجمع بين العمق والبساطة ويطرحها أمام المسؤولين وأعضاء البرلمان، والهيئات الطبية كقضية كبيرة يجب معالجتها لمكافحة المخدرات.ياسر جلال النجاح عندما يتحقق يصبح أخطر من الفشل لأن المسؤولية تكبر كثيراً، فالنجاح سهل تحقيقه لكن الأصعب الحفاظ عليه. فكرة العمل جذبتني، فالقصة التي كتبها المؤلف هاني سرحان تحذر من كارثة قد لا ينتبه إليها الكثيرون وهي الأدوية غير المجدولة والتي يتم تداولها في الصيدليات لعلاج بعض الأمراض، ومنها الصرع، ولكن يستخدمها الشباب كمخدرات تؤدي للإدمان. الأكثر من هذا أن العمل كشف عن أسماء عدد من هذه الأدوية بشكل محدد ومنها «ليريكا، وليورين»، والتي تستخدم في علاج بعض الأمراض العصبية والنفسية وتباع في الصيدليات، ويستخدمها الشباب كمخدر لأنها غير مجدولة ومن السهل شراؤها، كما لفت العمل الأنظار إلى قضية إدمان مخدر «الاستروكس» وهو عقار جديد منتشر بين الشباب، وضرورة وجود تشريعات وإجراءات لوقف هذا الخطر. أن نساهم في تغيير القوانين مثلما فعلت أفلام في السابق مثل «أريد حلاً»، و«جعلوني مجرماً»، و«البــــاطنية»، و«حتى لا يطير الدخان». الشخصية الدرامية لها ثلاثة أبعاد، البعد المادي: ويتمثل في طبيعة الجسم والشكل، والبعد الاجتماعي: القدرة المادية والطبقة الاجتماعية، والبعد النفسي: الذي يتمثل في مشاعر الشخصية وطموحاتها ودرجة عصبيتها وجنونها وطيبتها وشرها. فالبعد المادي هنا كان الأهم في تكوين شخصية أدهم المصارع، لذا ركزت على شكل الجسم وهيئته التي يجب أن تكون قريبة من هيئة المصارع، وهو ما استلزم تدريبات شديدة، أشرف عليها الكابتن كرم جابر نفسه، بالإضافة إلى الشكل الخارجي المتمثل في تصميم لوك مناسب لطبيعة الشخصية.ياسر جلال وشقيقه رامز جلال الدراما مبنية على الصراع، الشيء ونقيضه، والعمل يدور حول مصارع يصطدم بواقع مختلف كلياً عنه، ويحاول مساعدة صديقه المصارع في انتشال ابنه من المخدرات. الدراما التلفزيونية مطالبة بتسليط الضوء على المشكلات الاجتماعية، وتفعيل دورها في التوعية ولفت أنظار الجمهور إلى التفاصيل الهامة، كما أن الأعمال الاجتماعية قريبة جداً من الجمهور لأنها تعبّر عن طبائعهم وواقعهم بصدق، وتحاكي نماذج من الواقع، ودوري كفنان يلزمني أن أقدم عملاً ترفيهياً مغلفاً بمحتوى درامي جيد يتطرق لقضية هامة تؤرق المواطنين. وهذا ما دفعني لتقديم «لمس أكتاف». اختيار الكاستينج ليس من مهام الفنان، فهي مهمة المخرج الذي يدرك موهبة كل ممثل وبناءً عليه يسند الأدوار للفنانين الذين يشعر أن تواجدهم يخدم العمل، وفي الحقيقة اختيار المخرج كان موفقاً، فتواجد فتحي عبد الوهاب كان موفقاً وكان لي الشرف أن أعمل معه هذا العام، فهو ممثل متمكن من أدواته الفنية وجبار في أدائه وتعبيراته، بالإضافة إلى الفنانة حنان مطاوع التي أبدعت في المسلســل فهي «وحش» تمثيل، وإيمان العاصي، ومحمد عز، ومجدي فكري، وشريف دسوقي، والمخرج حسين المنباوي، وإسلام عبد السميع مدير التصوير، وأحمد عباس مهندس الديكور، ومصطفى الحلواني المؤلف الموسيقي، فهؤلاء كان لهم الفضل وراء خروج العمل بهذا الشكل. هناك مشاهد عديدة خطرة، ولكن مشهد المصارعة كان أخطرها، لأن المصارعة الرومانية من الألعاب الخطرة وأي خطأ فيها ربما يصيبني بكسر في فقرات الظهر أو الذراع، فالمشهد كان فيه مخاطرة كبيرة. كابتن كرم جابر وهو رياضي مصري في مجال المصارعة الرومانية، حقق لمصر ميدالية ذهبية أولمبية، وسعيد بمشاركته في بطولة العمل، لأن تواجده منح المسلسل ثقلاً فنياً ومصداقية، وقد تدربت على يديه قرابة الثلاثة أشهر قبل البدء في تصوير العمل على المصارعة الرومانية.  ياسر جلال شكل الفنان جزء من عمله، والرياضة مطلوبة للحفاظ على مظهري الخارجي ولياقتي البدنية. ردود الأفعال كانت إيجابية وأسعدتني كثيراً، وتلقيت إشادات واسعة من جانب رواد «السوشيال ميديا» والناس في الشارع، وسعيد أن فكرة العمل جذبت الناس وهذا في حد ذاته نجاح. والدي ـ رحمه الله ـ كان كل شيء في حياتي، تعلمت منه الانضباط، فهو كان يتعامل مع الفن كرسالة وليس مادة ترفيهية فقط، فكان يحرص على تقديم عمل ترفيهي هادف يحمل رسائل ومعاني عديدة، وهو ما غرزه بداخلي أنا ورامز. أعتقد أن هذا القرار أعاد الجمهور للشاشة الصغيرة، وهو ما حرصنا عليه طوال الأعوام الماضية. زوجتي هي الجندي المجهول وراء نجاحي، فهي مؤمنة بموهبتي وتدعمني كثيراً، لا تحب الظهور في معظم المناسبات والحفلات العامة، وهذه رغبتها في النهاية. الصدق والصراحة، وأتعامل مع أبنائي كصديق لا كوليّ أمر، ولا أتدخل كثيراً في قراراتهم، دائماً أترك لهم العنان في اختياراتهم. أنا شخص موضوعي ومرن وقادر على إدارة انفعالاتي، لذا أتقبل النقد وجميع الآراء سواء البنّاءة أو الهدامة بصدر رحب، وأعمل بها. في الحقيقة، عُرض عليَ عمل سينمائي بعد نجاح مسلسل «ظل الرئيس» لكني رفضت لأني أردت أن أثبّت قدميّ في الدراما أولاً، ولكن في الفترة المقبلة، سوف أركز على السينما، وهناك عمل سينمائي نقوم بتحضيره سوف نبدأ في تصويره خلال الشهور المقبلة. رامز شقيقي وحبيبي «مليش غيره في الدنيا»، لم أستطع أن أصيبه بأي ضرر أو مكروه، فهو سندي في الدنيا. أتمنى له التوفيق والنجاح في حياته.

مشاركة :