أيام العيد المباركة هي أيام الفرح والسرور والمرح والترويح عن النفس، فغالبًا الناس تستعد لاستقبال الأعياد سواء بتجهيز الأطعمة أو ترتيب المنزل وتنظيفه وشراء ملابس، وغيره من الأشياء المادية، ولكن لدى البعض الشعور بالكأبة التي تنتابهم في الأعياد، ومن هذه الفئة التي يغلب عليها طابع الحزن والأسى، تقول الدكتوره إيمان عبدالله، استشاري الإرشاد الأسري بجامعة عين شمس، "إن معظم من ينتابه الشعور بالكآبة يكون من الفئات التي مارست عادات سلوكية خاطئة من سهر وإرهاق في الخروج لشراء مستلزمات العيد، وقيام ربات البيوت بهدم البيت وبنائه تحت مسمى "تنظيف العيد" فهي عادات متواضعة ترهق ربات البيوت، وبالتالي تستقبل العيد بضغط شديد والنتيجه تعب وكآبة".وأكدت الدكتوره إيمان، أن هناك أسباب أخرى منها التفاعل العائلي الغير مريح من خلال التواصل العائلي والزيارات في الأعياد، ويتعرض خلالها فئة المطلقات والأيتام والذين تأخروا في الزواج لتحقيق عائلي يجلب عليهم نوعا من الشعور بالكآبة، وغياب الشخص المتوفى يجعل الإنسان يتذكره في الأعياد ويشعر بالحزن والكآبة، وهناك من لديهم خصومات عائلية أو حسابات قديمة يظهرونها في التجمع العائلي سواء ذكريات مؤلمة أو ظلم وقع عليه من أقاربه، فيخرج هنا عن موائمة معايير النظام الاجتماعي العائلي، ومنهم من يشعرون بالوحدة وسط الأهل.وأوضحت أن هناك من يعشقون العمل أو مدمني العمل، عندما يأتي العيد يشعرون بالفراغ، فهم يتفانوا في أعمالهم بشكل كبير، ولذلك يشعرون بالملل وأنهم لا يجوز ما يفعلونه يوم العطلة، وهنا ننصح هؤلاء بالحفاظ على بعض الروتين الذين اعتادوا عليه مثل قراءة الصحف وغيرها من العادات اليومية، لافتة إلى أن بعض الأشخاص لديهم توقعات عالية جدا أثناء فترة العيد، وخاصة الشباب فلديهم طموحات عالية بأنهم سيقوموا في العيد بالخروج والسفر والعديد من المفاجآت السارة، وأن أيام العيد ستكون مختلفة تماما عما سبق ويشعرون بالكآبة بسبب عدم حدوث أي شيء مما توقعوه، وهنا ننصحهم بوضع خطة بسيطة لقضاء أيام العيد والاستمتاع بها في حدود المعقول وإمكانية تحقيقه.وأشارت إلى أن علماء النفس حاصروا الشعور بالكآبة لأسباب ثلاثة منها الجانب النفسي حيث الأشخاص الذين لا توجد لديهم عائلة أو يعيشون بعيدا عنهم لسفر أو لهجرة أو تنفيذا لحكم بالسجن، أو يقضون العيد في المستشفى لتلقي العلاج وغيرها من الأسباب التي تجعلهم يشعرون بالوحدة، والسبب الثاني بيولوجي أو جسدي.وأضافت أن سوء المزاج يوافق الشعور بالثقل الجسدي والنوم المفرط والأكل الكثير وزيادة الوزن وعدم الرضا عن الحالة الصحية تفقدهم الشعور بفرحة العيد ويعيشون داخل الشعور بالكأبة، أما السبب الثالث فيتعلق بالتغير في فصول السنة وارتباط الكآبة بمواسم فصول السنة، فالعيد في منتصف فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة عند البعض تجعلهم يشعرون بالتوتر واعتلال المزاج والشعور بالكآبة.وتابعت: "العيد دعوة للفرح ودعوة للتسامح حتى نصل بأنفسنا للسلامة النفسية، والعيد منحة من الله لعباده كوقاية ربانية من الاضطربات النفسية وعلاج نفسي في ذات الوقت، لأن الشعور بالسعادة والمشاركة الاجتماعية تزيد من قوة المناعة النفسية، فالفرح في العيد عبادة وتقرب من الله بأفعال الخير والعطاء والشكر لله، فالعيد مظهر من مظاهر الفرح ودعوة للتصالح والتعايش".
مشاركة :