نشرت شرطة جنوب أفريقيا أمس تعزيزات في محيط مدينة جوهانسبورغ بعد ليلة جديدة من أعمال العنف التي استهدفت أجانب من قبل مجموعات صغيرة من اللصوص والمشاغبين الذين أُوقف ثلاثون منهم. وقال المتحدث باسم شرطة المقاطعة لونغيلو دلاميني إن «أكثر من ثلاثين شخصًا أوقفوا وسيلاحقون بتهم ارتكاب أعمال عنف في أماكن عامة والسرقة والسطو والتخريب المتعمد». وأضاف أن «الوضع هدأ الآن لكننا سنعزز انتشارنا». وتابع أن أعمال العنف ترتكبها «مجموعات صغيرة من عشرين إلى ثلاثين شخصا تنتهز الفرصة للنهب والتخريب»، موضحًا أن المتاجر التي هوجمت هي «محلات صغيرة يملكها أجانب». واضطرت الشرطة للتدخل مستخدمة الرصاص المطاطي لتفريق مشاغبين في حي الكسندرا العشوائي والفقير شمال جوهانسبورغ. ويعيش في هذا الحي نحو 400 ألف شخص على مساحة لا تتجاوز 7.6 كلم مربع في أكواخ من قماش مكونة من غرفة واحدة. وقال دلاميني إن «عدداً من المتاجر» في الكسندرا «تعرضت للاقتحام والسرقة». وقتل أربعة أشخاص على الأقل في الاضطرابات التي بدأت قبل أسبوعين في ديربان وهي ميناء كبير مطل على ساحل المحيط الهندي في جنوب أفريقيا. ويشكو الرعايا الأجانب من عدم قدرة شرطة جنوب أفريقيا على حمايتهم مما يزيد من احتمالات نشوب خلافات بين جنوب أفريقيا وجيرانها، فضلا عن إثارة مشاعر العداء تجاه رعايا جنوب أفريقيا العاملين في الخارج. واندلعت أعمال العنف بعد أيام من تصريحات لملك الزولو غودويل زويليتيني نقلتها وسائل إعلام محلية وقال فيها إنه يتعين على الأجانب «حزم أمتعتهم ومغادرة جنوب أفريقيا»، لكنه قال بعد ذلك إن تصريحاته أسيء تفسيرها. ويبلغ عدد سكان جنوب أفريقيا نحو 50 مليون نسمة وبها عدد يقدر بخمسة ملايين مهاجر من بلدان بينها الصومال وإثيوبيا وزيمبابوي وملاوي وغيرها من البلدان الأفريقية فضلا عن الصين وباكستان. وأدان رئيس زيمبابوي روبرت موغابي أمس بشدة العنف ضد الأجانب في جنوب أفريقيا. وقال موغابي خلال كلمة ألقاها في الاستاد الوطني الرياضي في العاصمة هراري: «إننا نعرب عن شعورنا بالصدمة والاشمئزاز». وشدد موغابي على أعمال العنف ضد الأجانب «يجب أن تتوقف»، مشيرًا إلى أنه يدلي بهذه التصريحات بصفته رئيس مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية (سادك) والاتحاد الأفريقي. وأضاف موغابي أن الزيمبابويين الذين يرغبون في ترحيلهم من جنوب أفريقيا سيحصلون على دعم حكومي. وجاءت تصريحات موغابي غداة تنظيم المئات من الأشخاص مسيرة إلى سفارة جنوب أفريقيا في العاصمة هراري احتجاجًا على الهجمات ضد الأجانب. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «أفريقيا لكل الأفارقة». وكانت مدينة ديربان شهدت الأربعاء الماضي مسيرة ضخمة شارك فيها آلاف الأشخاص احتجاجًا على العنف الذي يستهدف الأجانب.