سادت حالة من الغضب في المغرب آثر تهديد بالقتل تلقته شابات بلجيكيات لارتدائهن سراويل قصير خلال تطوعهن في موقع بناء في قرية في البلاد. وجاء التهديد في أعقاب مقتل سائحتين إسكندنافيتين في المغرب في ديسمبر الماضي، في حادثة أثارت صدمة واسعة النطاق في المغرب وخارجها. وكانت الشرطة المغربية قد أعلنت هذا الأسبوع اعتقال مدرس بتهمة التمجيد للإرهاب بعد أن دعا عبر الإنترنت إلى قطع رأس المتطوعات الشابات اللاتي عملن على تعبيد الطرق في قرية بجنوب المغرب. واتهم النائب البرلمانى علي العسري من حزب العدالة والتنمية الإسلامي السبت المتطوعات الشابات بارتدائهن ملابس غير مناسبة في قرية محافظة. وتساءل العسري في تعليق أثار انتقادات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قائلا :"متى كان الأوروبيات يقومن بأعمال بناء وهم يرتدين ملابس سباحة؟". وقال العسري إن الشابات افتقرن إلى تدابير السلامة أثناء قيامهن بالعمل. واستنكر ناشطون وسياسيون مغاربة ما جاء في تدوينة علي العسري النائب عن حزب العدالة والتنمية الذي انتقد فيها لباس متطوعات أجنبيات كن يساهمن في تحسين وضعية إحدى المناطق المغربية المهمشة، في حين كان يقتضي دوره القيام بواجبه في خدمة هذه الأماكن، بدلا من الانشغال بلباس المتطوعات. وأثارت تدوينة العسري جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم اتهامه بالتطرف والتحريض، مما اضطر حزب العدالة والتنمية إلى التبرؤ من تصريحات النائب الذي ينتمي إليه. من جانبه، دعا حزب التقدم والاشتراكية الحكومة المغربية إلى الوقوف بحزم ضد ما أسمته "خطاب التطرف البغيض". من ناحية أخرى ، ذكرت مجموعة من الشباب المغاربة إنهم سيشاركون في مسيرة في وقت لاحق اليوم في مدينة الدار البيضاء الساحلية لإظهار التضامن مع المتطوعات. وقال منظم المسيرة مراد الكاوتي إن "مبادرتنا تهدف إلى التأكيد على أن المغرب هو بلد التسامح والتعايش والتنوع الثقافي". وقد دفع هذا الخلاف بشأن الحادثة منظمة بورديه وهي منظمة بلجيكية غير ربحية مسؤولة عن رحلات المتطوعات إلى المغرب، إلى إعادة هؤلاء الشابات إلى وطنهن.
مشاركة :