وجه سجناء سياسيون في سجن جوهردشت بمدينة كرج رسالة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يروون فيها جانباً من السجل الإجرامي لنظام ولاية الفقيه، وقالوا في الرسالة مخاطبين الطغمة الحاكمة: "منذ 40 عامًا تستأثرون بالإذاعة والتلفزيون الحكوميين ولا نصيب لباقي المواطنين، منذ 40 عامًا تستأثرون بالصحف والجرائد ولا نصيب لباقي المواطنين، منذ 40 عامًا تحتكرون المنصات من صلاة الجمعة والمجلس والمسجد والمنبر ولا نصيب لباقي المواطنين، ومنذ 40 عامًا وأنتم تستغلون حتى حيطان الشوارع لكتابة شعارات ودعواتكم ودعاياتكم دون أي نصيب للشعب"، واتهم السجناء السياسيون في رسالتهم الغرب بانتهاج المهادنة مع النظام الإيراني القمعي، وأضافوا: "قدمت لكم حتى منصة الأمم المتحدة فرصة الاجتماع، والمقابلات في "بي. بي. سي" والالتقاء بأمثال أمانبور وفريد زكريا وحتى موغريني وجون كيري والآخرين ولا نصيب لباقي المواطنين، إنكم لا تسمحون حتى بنشر جملة أو صورة لرؤساء المجلس والنواب السابقين، ولكنكم تقدمون أنفسكم ممثلين للمواطنين وتتشدقون بحرية التعبير؟!" وأكدت رسالة المعتقلين أن النظام الإيراني لم يسمح لأي معارض جاد بأن ينبس ببنت شفة ليبدي معارضة حقيقية طوال السنوات الـ40، حيث يتعرض الشعب الإيراني للمقاطعة والمضايقة والتكفير قاطبة من زبانية الحكم، وأضاف المعتقلون: "في كل مرة عندما أراد المواطنون الاحتجاج من جراء الفقر والعوز والقمع والزلزال والسيول والنهب والسلب من جانبكم، فهل أبقيتم حلًا لهم سوى خروجهم إلى الشوارع ومواجهة الطلقات والهراوات والغازات المسيلة للدموع والسجن والإعدام". وتابع المعتقلون السياسيون القابعون في أقبية الظلام والألم بسجن جوهردشت بمدينة كرج "ألم تستخدموا طيلة 40 عامًا كل المنابر الداخلية والخارجية للإيحاء للعالم بأكاذيبكم، أي الإيحاء بأنكم تعيشون غاية الاستقرار ولا معارض سياسيًا أمامكم ولا يوجد في سجونكم سجناء سياسيون أبدًا، ولديكم سلطة قضائية مستقلة والمواطنون يحبونكم حد الاستماتة، ولم تؤثر العقوبات في نظامكم، وتقصمون ظهور المواطنين منذ 40 عامًا، ولم تقصروا في سفك دماء شباب هذا الوطن وصنعتم من جثثهم الآلاف من المقابر المجهولة وسلبتم أموال المواطنين وكدستموها في حساباتكم الشخصية وبنيتم قصوراً" وتستطرد الرسالة عن التحول الحالي في التعامل الدولي مع نظام خامنئي، "والآن لقد غيرت أوروبا وأميركا اللتان كانتا تدافعان عنكم وتحميانكم، وتقدمان لكم البطاقة الخضراء والمنصات، سياسة المهادنة والليونة مؤخرًا بعض الشيء حيث اتخذتا القرار للتعامل معكم بناء على أهليتكم وشرعيتكم (وهي معدومة) وبدأتا تتعاملان معكم على غرار ما قمتم به ضد الشعب الإيراني على مدار هذه السنوات الـ40، وها قد بدأتم تتألمون" وانتهت الرسالة بالتأكيد على أن نظام الولي الفقيه قد بدأ مرحلة الحساب على ما فعله خلال أربعين عاماً منذ قيام هذا النظام الثيوقراطي الإرهابي، وبدأت الطغمة الحاكمة تدرك ما يترتب من تداعيات على دبلوماسية الإرهاب ونشر الفوضى. 1