أعلن مصدر أمني أن الهجوم الذي شنته جماعة "بوكو حرام" ليل الخميس - الجمعة على قرية بيا في أقصى شمال الكاميرون، "أسفر عن سقوط 19 قتيلاً، موضحاً أن معظم الضحايا "قُطعت رؤوسهم"، بالإضافة إلى أن "عدداً كبيراً من الأكواخ أُحرقت". وتابع "لاحظنا رداً متأخراً من قواتنا" على الهجوم الذي استهدف القرية الواقعة في منطقة تضم العديد من القواعد والمنشآت العسكرية الكاميرونية، والأوساط الأمنية على علم أن "بوكو حرام" قامت بتجنيد الكثير من الشبان من قرية بيا التابعة لدائرة كولوفاتا. وقامت الجماعة المتطرفة في اليوم نفسه بمهاجمة موقع لجيش الكاميرون في أمشيدي، البلدة الواقعة على الحدود مع نيجيريا وفي منطقة كولوفاتا نفسها، وأضاف المصدر الأمني أن المهاجمين "أحرقوا منازل في أمشيدي، لكن لم ينتج من ذلك سقوط ضحايا". وأدّى تمرد جماعة "بوكو حرام" إلى سقوط أكثر من 13 ألف قتيل في شمال شرقي نيجيريا ونزوح مليون ونصف شخص منذ عام 2009. وتخوض الكاميرون منذ عام تقريباً حرباً ضد "بوكو حرام"، انضمت إليها في هذه المعركة تشاد والنيجر في مطلع شباط (فبراير) الماضي. واتُهم الرئيس النيجيري المنتهية ولايته غودلاك جوناثان بـ "بطء" التصدي للجماعة المتطرفة، وعدم قدرته على تحجيم الإرهاب الذي أوقع آلاف القتلى في شمال نيجيريا منذ عام 2009 وكان أحد الأسباب التي أدت إلى هزيمته في الانتخابات الرئاسية في أواخر آذار (مارس) الماضي. ووعد الرئيس المنتخب محمد بخاري الذي سيتم تنصيبه في 29 آيار (مايو) المقبل، أن تكون مكافحة "بوكو حرام" في أولوية ولايته. وصرّح رئيس الأركان التشادي الجنرال إبراهيم سيد، مطلع الشهر الجاري خلال زيارة إلى مالام فاتوري في شمال شرقي نيجيريا أن قدرة جماعة "بوكو حرام" المتطرفة على "التسبب بأذى" تقلّصت إلى "أدنى حد" بعد سيطرة القوات التشادية - النيجرية على هذه المدينة. يُذكر أن القوات التشادية والنيجيرية ومنذ دخولها إلى شمال شرقي نيجيريا في الثامن من آذار الماضي وضعت هدفا رئيسياً هو السيطرة على مالام فاتوري، المدينة الحدودية مع النيجر والمكان الرئيسي لانكفاء مقاتلي "بوكو حرام" بعد الهزائم العديدة التي مُنيت بها الحركة المتطرفة في معاقلها شمال شرقي نيجيريا.