بينما تهيمن شركات «بايدو» و«علي بابا» و«تنسنت» على أعمال تصفح الإنترنت والتجارة الإلكترونية والمراسلة والألعاب في الصين، كانت هناك قصة نجاح جديدة تصاغ، استطاعت في النهاية التفوق في ما فشل فيه هؤلاء العمالقة، بحسب تقرير لموقع «إنسياد نولدج».ورغم قوة شركات التقنية الصينية إلا أنها لم تستطع اكتساب أرضٍ خارج السوق المحلي، مع استثناء محتمل لـ«علي بابا» في جنوب شرقي آسيا، لكن في الآونة الأخيرة، استطاع لاعب آخر هو «بايت دانس» تأمين قاعدة جماهيرية كبيرة على نطاق عالمي من خلال منصة الفيديو «تيك توك». ويتمتع «تيك توك» والمعروف بـ«داو يين» في الصين، بشعبية كبيرة بين المراهقين وأبناء جيل الألفية عموماً، وهو تطبيق للتواصل الاجتماعي يعتمد على إنشاء مقاطع فيديو قصيرة (15 ثانية أو أقل) ومشاركتها، وعادة ما تحاكي مقاطع موسيقية أو مسرحية هزلية أو تتضمن مزامنة شفهية.وتم تحميل التطبيق أكثر من مليار مرة حتى الآن، مع وجود انتشار عالمي يشمل الهند والولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية والدول الأوروبية والبرازيل، ومعظم دول جنوب شرقي آسيا، وكان ثالث أكثر التطبيقات تحميلاً في العالم خلال الربع الأول من 2019.ويعتمد «تيك توك» على تقنية الذكاء الاصطناعي بطريقتين، أولاً، على جانب المستهلك، حيث تتعلم الخوارزميات بسرعة اهتمامات كل مستخدم، فهي لا تراقب فقط الإعجابات والتعليقات، ولكن حتى كم من الوقت يشاهد المستخدم كل فيديو.ونظراً لقصر مدة الفيديوهات المتداولة، تستطيع الخوارزميات حصد مجموعة كبيرة من البيانات، أما الطريقة الثانية، فهي على جانب المنتج، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي منشئي المحتوى على إنتاج مقاطع فيديو واسعة الانتشار.وتساعد تقنية الذكاء الاصطناعي التطبيق على تبسيط عملية تحرير الفيديو، واقتراح الموسيقى المصاحبة، والرسومات، وفلاتر الكاميرا، وغيرها من الأدوات صاحبة الشعبية والتي تساعد في تحسين المقاطع، حتى أن الخبراء حذروا من إدمان التطبيق بسبب ذكاء التقنية المستخدمة فيه.وعلى غرار مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام»، يقضي مستخدم «تيك توك» العادي 52 دقيقة يومياً على التطبيق، وفي هذا الإطار الزمني يمكنه مشاهدة أكثر من 200 مقطع فيديو، بما في ذلك الإعلانات والعروض الدعائية الموجهة بعناية فائقة. باختصار، تجمع «بايت دانس» بين الذكاء الاصطناعي المستند إلى التوقع وبين تأثيرات الشبكة في منصتها التي تحظى بانضمام المزيد والمزيد من المستخدمين، إلى جانب الكثير من المنتجين الذين يسارعون للاستفادة من البيئة الداعمة لانتشار الفيديوهات. لذلك، لا عجب أن «بايت دانس» أصبحت الشركة الناشئة الأكثر قيمة في العالم بنحو 75 مليار دولار في نوفمبر 2018، بعد عام واحد من إطلاق تطبيق «تيك توك».
مشاركة :