ألغيت جميع الرحلات، أمس الاثنين، في مطار هونج كونج بعدما دخل آلاف المتظاهرين قاعة الوصول للتنديد بعنف الشرطة ضد المحتجين الذين يقومون بحركة تعبئة غير مسبوقة في المستعمرة البريطانية السابقة. وجاء إغلاق ثامن مطار في العالم من حيث حركة السفر والمعروف بفاعليته، في خطوة قلما تحصل في هونج كونج.تجري التظاهرات في المطار منذ ثلاثة أيام، لكن إدارة المطار أشارت إلى أن تظاهرة الاثنين تسببت بفوضى كبيرة. وجاء في بيان إدارة المطار أمس «تعطلت العمليات في مطار هونج كونج الدولي بشكل كبير بسبب التجمعات العامة في المطار». وأكدت أنه «باستثناء الرحلات المغادرة التي انتهى تسجيل دخول المسافرين إليها وتلك الواصلة التي هي في طريقها أصلاً إلى هونج كونج، ألغيت كل الرحلات المتبقية». وحذرت من أن حركة المرور إلى المطار تشهد «ازدحاماً شديداً» ومواقفها الخاصة للسيارات مملوءة. وتابعت «ننصح الناس بعدم القدوم إلى المطار». وتردد مراراً عبر مكبرات الصوت في المطار للمسافرين «جميع الرحلات ألغيت، رجاء غادروا بأسرع ما يمكن» وهذا قرار شديد الأهمية بالنسبة لمطار هونج كونج المعروف دولياً بمدى فعاليته، وكان في عام 2018 ثامن مطارات العالم من حيث عدد الزيارات مع 74 مليون مسافر. وفي سياق متصل، حذرت شركة طيران هونج كونج «كاثاي باسيفيك» موظفيها، الاثنين، بعد ضغط من بكين، من أنها قد تفصلهم إذا «دعموا أو شاركوا في التظاهرات غير القانونية» في المدينة. ويأتي التحذير بعد فرض هيئة تنظيم الطيران المدني الصينية، الجمعة، قواعد جديدة على شركة «كاثاي باسيفيك»، تفرض عليها تقديم بيانات عن موظفيها العاملين على متن الرحلات المتوجهة إلى البر الرئيسي أو العابرة للمجال الجوي الصيني، وهي خطوة غير مسبوقة منذ استعادة الصين هونج كونج من لندن عام 1997. وأكدت بكين أن الموظفين المؤيدين للحراك المطالب بالديمقراطية لن يسمح بوجودهم في هذه الرحلات. وأعلنت «كاثاي باسيفيك» أنها ستلتزم بهذه الإجراءات. وفي رسالة إلى الموظفين، حذر المدير العام للشركة روبرت هوج، من «عواقب تأديبية» قد تلحق بالعاملين المشاركين في التظاهرات المؤيدة للديمقراطية. وأكد هوج أن «كاثاي باسيفيك لديها سياسة بعدم التسامح إطلاقاً إزاء الأنشطة غير القانونية. وعلى وجه الخصوص، وفي السياق الحالي، ستكون هناك عواقب تأديبية للموظفين الداعمين أو المشاركين في التظاهرات غير القانونية». وأضاف: «العواقب قد تكون وخيمة، وقد تصل إلى فسخ عقد العمل». وقال إن «أفعال وأقوال موظفينا خارج أوقات العمل يمكن أن يكون لها تأثير كبير في المجتمع». وأعلنت نقابة الطواقم الجوية في «كاثاي باسيفيك»، الاثنين، دعمها للإضراب العام. وأوقفت الشركة الطيار المتهم بالمشاركة في أعمال شغب عن العمل. وأعلنت السبت، إقالة موظفين آخرين بدون أن تقدم أسباباً لذلك. ووفق وسائل الإعلام في هونج كونج، اتهم الموظفان بتسريب معلومات خاصة بفريق كرة قدم تابع لشرطة هونج كونج، كان متجهاً إلى البر الرئيسي. وتراجعت قيمة أسهم الشركة بنسبة 4,27% الاثنين، كما خسرت أسهم الشركة الأم «سواير باسفيك» 4,34% من قيمتها. (أ.ف.ب)
مشاركة :