اقتحمت أجهزة الكمبيوتر عالم الألعاب الأكثر شعبية حول العالم واحدة تلو الأخرى، مثل لعبة الداما وسكرابل وجو وغيرها، والآن انضمت لعبة البوكر إلى هذه القائمة من الألعاب، رغم أن اعتماد اللاعبين فيها عادة ما يكون على الخداع لإنزال الهزيمة بخصومهم. وقد تمكنت برمجية مخصصة للعب البوكر، يطلق عليها اسم «بلوريباس» من إنزال الهزيمة بعدد من أبطال اللعبة مجتمعين في وقت واحد في أحد أكثر أشكال لعبة البوكر شعبية وهي «تكساس هولدم غير المحدودة».ربما كان ذلك خبراً غير سار للاعبي البوكر على الإنترنت، لكن هل يمكن أن تستفيد منه البشرية على صعد أخرى؟ على مدى عقود، كانت لعبة البوكر على درجة من التعقيد البالغ يتعذر معها على الآلة تعلمها، وبخلاف لعبة الشطرنج، التي يمكن فيها رؤية كل القطع والخطوات، تعتبر لعبة البوكر «ناقصة المعلومات»، وفي ظل الأوراق المخفية لا يتسنى للاعبين سوى معرفة جزئية بالحالة الراهنة للعب.وتشتهر لعبة البوكر بما تنطوي عليه من خداع، أو محاولة اللاعب إيهام اللاعبين الآخرين بأن في جعبته أوراق لعب أفضل أو أسوأ. ويتعذر في ظل هذه العوامل على الذكاء الاصطناعي وضع استراتيجية للفوز باللعبة. لكن أسطورة هيمنة البشر على لعبة البوكر قد تحطمت. واستطاعت تحقيق ذلك برمجية «بلوريباس»، التي طورها نعوم براون، الباحث في وحدة الذكاء الاصطناعي لدى فيسبوك، وتووماس ساندولم أستاذ علوم الحاسب في جامعة كارنيجي ميلون.وتغلبت البرمجية على 13 لاعب بوكر محترفاً كان بينهم دارين إلياس، الحاصل على بطولة العالم أربع مرات في لعبة البوكر. يعتقد العلماء أن الذكاء الاصطناعي المستخدم في لعبة الشطرنج أو البوكر يمكن الاستفادة منه في القيام بمهام أكثر تعقيداً، حيث يتم اعتماد البوكر كمعيار لحل مشاكل أكبر تتعلق بتطوير الذكاء الاصطناعي بحيث يمكن التعامل مع معلومات مخفية.ولكي يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في العالم الحقيقي ويتفاعل مع البشر ومع تقنيات ذكاء اصطناعي أخرى، يتطلب الأمر قدرة على استيعاب فكرة أن ثمة مشاركين آخرين ربما يرون العالم بشكل مختلف عما يبدو عليه وأن بإمكان هؤلاء الوصول إلى معلومات خفية، ويرى كثيرون أن لعبة البوكر تمثل محاكاة ممتازة لهذا النوع من التحدي. وعندما طورت شركة ديب مايند المملوكة لجوجل برمجية ألفاجو، باتت هذه البرمجية عام 2015 أول أداة تهزم لاعباً محترفاً في لعبة «جو»، ورأى مطورو البرمجية أن بالإمكان الاستفادة منها في مهام تتعلق بالكيمياء والهندسة. «بي بي سي»
مشاركة :