أكدا إماما المسجدين الذي وقع فيهما الهجوم الإرهابي الذي استهدف من خلاله المصلين في مدينة كرايست تشيرتش بنيوزيلندا، أن الحادثتين الإرهابيتين كانتا "مؤلمة" على الجاليات المسلمة هناك بنيوزيلندا، بعد استشهاد أكثر من 50 مسلماً خلال أداء صلاة الجمعة منتصف آذار (مارس) الماضي، إذ أُطلقت النيران داخل مسجدي النور ومركز لينود الإسلامي في كرايست تشيرتش، موضحين أن استضافة المملكة لهم يؤكد حرصها حريصة على خدمة المسلمين ولمّ شملهم وتضميد جراحهم. جاء ذلك خلال استضافتهم ضمن ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد, حيث يبلغ عددهم أكثر من 6500 حاج وحاجة, من 79 دولة يمثلون النخب والشخصيات الإسلامية والمسؤولين. وقال إمام مسجد النور الشيخ جمال فودة: "شهداؤنا أبرياء أتقياء انتقلوا إلى مكان أسمى، إلى عالم العدل الذي هو أفضل من عالم الظلم، وإنني أقدم خالص التعازي للمواطنين النيوزيلنديين جميعاً، وقد كان حادث الجمعة مؤلماً للغاية وحدث إجرامي لا مثيل له في عصرنا الحاضر ولا يمثل الإسلام ولا الديانات الأخرى, فرحم الله الضحايا". من جهته، وصف إمام مسجد لينود الإسلامي الشيخ لطيف ذكر الله علبي (نيجيري الجنسية)، الحادثة بـ"الواقع المؤسف الذي لا يوصف"، مستذكراً المشهد الذي عاش تفاصيله حينما رأى مسلماً ينزف دماً طاهراً، ومصاباً أخر يصرخ من شدة الإصابة، قائلاً: "الحادثة لا يمكن نسيانها أبداً"، منوهاً إلى أن استضافة الملك سلمان بن عبدالعزيز للحجّ خلال هذا العام خففت من الآلام، عادّاً إياها مبادرة تاريخية لمسلمي نيوزيلندا، سائلاً الله أن يحفظ المملكة وشعبها من كل سوء.