مظاهر وقيم جميلة وطقوس مندثرة تحتاجها الأسرة الواحدة في أيام العيد، لاسترجاع أيام الفريج، والتغلب على انشغالهم بوسائل التواصل الاجتماعي التي تمثل بديلاً للزيارات والمعايدات وبريداً سريعاً لضخ سيل من التهنئات. ورأى الدكتور حسن الشريف، خبير تنمية أسرية، أن مظاهر العيد داخل الأسرة تتطلب عودة الكثير من موروثات الأعياد وقيم الأوليين، فالعيد ينطلق من نطاق الأسرة وينبض في ساحات الفريج، حيث الأطفال ينتظرون العيدية من الأهالي والجيران، ويمتد إلى بهو الحدائق العامة وشواطئ البحر التي تتحول إلى مسارح مفتوحة للاستعراضات الشعبية، مثل العيالة والحربية. وقالت الوالدة زبيدة حرمل، مواطنة، إن استعادة روحانية العيد تبدأ من رب الأسرة بكونه القدوة والموجه الأول للأبناء، حيث ينبغي عليه إحياء بعض القيم الجميلة التي تضخ دماء الود في شرايين الأسرة، وتعزيز روح المشاركة وحميمية التواصل ودفء الفرحة التي يقتسمها الجميع على مائدة واحدة. وأوضحت الاختصاصية التربوية مريم الشحي أن كثيراً من الأسر يحيي مظاهر العيد، فلا تزال تلك الطقوس والقيم الجميلة حاضرة حتى اليوم، متمثلة في تجمع لمّة العائلة عند كبير السن، أو مجالس أخرى يتجمع فيها أهالي الفريج أو أبناء القبيلة، ثم يذهبون إلى زيارة الآباء والأمهات وزيارة قبور أرحامهم المتوفين، من ثم يعودون لتناول الوجبة الأساسية في العيد، وهي عبارة عن العيش واللحم والهريس والثريد، أما النساء فيقضين أوقات العيد في استقبال الأطفال والأبناء وتوزيع العيدية عليهم. العيد، وفق تعبير الدكتور سيف الجابري، هو شعائر ومشاعر، بكونه يوثق ذكريات خالدة في وجدان الأسرة ويحيي العادات الجميلة والتقاليد الموروثة من آباء والأجداد، حيث تبدأ الفرحة بشراء ثياب العيد ولوازم الضيافة ثم الاستعداد لصلاة العيد، حيث يخرج جميع أفراد الأسرة إلى المصلى تملؤهم السعادة وتغمرهم الفرحة، ثم يعودون ليباشروا بذبح الأضحية والتصدق منها، ويجتمعوا في البيت الذي تمتلأ أركانه رائحة العطر والبخور.
مشاركة :