حافظ البرغوثي يكتب: المعضلة اليمنية تحل بإنفصال الجنوب

  • 8/13/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مشكلة اليمن بسيطة جدا.. قال سياسي خليجي مخضرم  على صلة بالوضع اليمني منذ البدء، فهي تنتهي بالعودة الى دولتين، فالجنوب لم يلحظ أنه منذ الوحدة وانتهاء دولته انخرط في دولة وحدوية، بل كمن دخل تحت احتلال أخوي  جديد، فلك أن تتصور أنه من أجل تجديد جواز سفر يجب على الجنوبي أن يتجه من عدن الى صنعاء لهذا الغرض، وقس على ذلك.. فاليمن الشمالي في عهد علي عبد الله صالح حاول بمركزيته المتطرفة إحكام سيطرته على الجنوب، وكأنه أرض محتلة وليس نتاج توحد لشعب بين شماله وجنوبه، فاستحوذ على مقاليد السلطة والثروات. وكلنا نعلم أنه تحت جنح تمسك العقيد صالح بالحكم تمكن الحوثيون من التمدد بعد أن كانوا مجرد فئة قليلة محاصرين في صعدة، يناوشهم السلفيون هناك، لكن العقيد العنيد والشغوف بالحكم بتحالفه مع الحوثيين فتح لهم أبواب صنعاء، مستفيدين من الدعم والمال والتدريب الإيراني، حيث أن أطماع إيران في الأرض العربية ومحاصرة السعودية وخنق دول الخليج بائنة ولا تحتاج الى أدلة من أفواه الإيرانيين، حيث قال أحد قادة إيران إن بلاده بعد تمكن الحوثي من السيطرة على صنعاء: “لقد دخلنا العاصمة العربية الرابعة.. في إشارة إلى النهم الإيراني لاحتلال عواصم أخرى طبقا لما قاله الخميني عن خلافة فارسية جديدة. سيطرة المجلس الانتقالي في الجنوب جاءت كرد على ترهل حكومة الرئيس هادي وتغلغل حزب الإصلاح الإخواني فيها الذي يكن عداء للسعودية والامارات على حد سواء، وعرقلته للعمليات العسكرية على جبهات القتال. وهو حزب يغير تحالفاته وفقا لمصالحه، فلا يجدون غضاضة في التحالف مع الحوثيين أو إيران طالما أن ذلك يحقق مصالحهم بالضبط كما تغير حركة حماس تحالفاتها لمصالح حزبية فتقفز من الحضن الخليجي إلى الحضن السوري الإيراني ثم القطري التركي، وأخيرا الى الإيراني. تاريخ اليمن أثبت أن شماله بهضابه وجباله صعب المنال وأن من يتمترس به يعجز الآخرون عن زحزحته الا برفع الغطاء الشعبي عنه، أي أن الإطاحة بالحوثي لا تتأتى إلا من الداخل اليمني. فقد تم استدراج الجيش المصري هناك لإنهاكه عندما استنجد به قادة الثورة على الحكم الإمامي، ثم انسحب متأخرا ليواجه العدوان الاسرائيلي سنة 1967. وكذلك أنهك اليمن الجيش التركي الذي شن ثلاث حملات لإخضاعه دون جدوى، وحتى اليوم يبكي الأتراك قتلى جيشهم هناك كما كان يحدثنا كبار السن في الصغر ممن نجوا وجرحوا في حرب اليمن عن أن الأتراك كانوا يضعون المجندين العرب من فلسطين والشام في المقدمة، مثلما كانوا يفعلون في أوروبا حيث يخوض الجند العرب الحرب هناك، بينما الجند الأتراك يسيطرون على البلاد العربية. أما بريطانيا فقد اكتفت باحتلال عدن وجوارها في الجنوب. مشكلة اليمن تسير نحو نهايتها الطبيعية، أي الانفصال وعودة الجنوب الى دولته وقطع يد التمدد الإيراني هناك من قبل الشعب اليمني عاجلا أم آجلا. بقي أن نقول إننا كفلسطينيين سنفقد الكود الدولي للهاتف في حالة عودة دولة الجنوب، لأن البريد العالمي منحنا كود اليمن الجنوبي، وسيستعيده وسنعيده عن طيب خاطر طالما كف الأخوة في اليمن القتال.

مشاركة :