يشهد المسجد الحرام وساحاته توافد حجاج البيت العتيق في اليوم الثاني من أيام التشريق من مشعر منى، وذلك في حشود غفيرة تحفها الرحمة والسكينة ويملأها الأمن والسلام لأداء طواف الوداع للمتعجلين، حيث استعدت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لاستقبال هذه الحشود وفق خطتها التنظيمية المعدة لحج هذا العام 1440هـ، إذ وضعت جميع الإدارات خطط لهذه النفرة بالمشاركة مع الجهات المعنية ذات الاختصاص. وقامت إدارة الأبواب بالمسجد الحرام بتحديد عدد من الأبواب للدخول والخروج وذلك بالتنسيق مع الجهات الأمنية لمنع حدوث حالات الازدحام بسبب كثافة قاصدي المسجد الحرام، وفتح عددٍ من الجسور لدخول العربات وكبار السن إلى أدوار الميزان المخصصة للعربات فقط، وفتح أبواب المصاعد لنقل الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الدور الأول وأدوار الميزان والسطح. ومن جانبها قامت إدارة تطهير وسجاد المسجد الحرام بالاستعداد والتجهيز لقدوم ضيوف الرحمن، ليكون المسجد الحرام على أعلى مستوى من الطهارة والنظافة، حيث قامت الإدارة بغسل جميع المواقع داخل وخارج الحرم المكي ومرافقه، وغسيل جبل الصفا والمروة وتعطيره، وتلميع دواليب المصاحف والأعمدة وفتح مناهل المكبرية وتنظيفها بالكامل، وتلميع المقام، وتنظيف القباب، وتنظيف دواليب الأحذية داخل الحرم، وغسيل جميع المجمعات والمشربيات، وتوزيع جميع المكائن داخل وخارج الحرم حسب حاجت الموقع، وقفل المجمعات كل نصف ساعة لكي يتم غسيلها وتعقيمها، وتخصيص قاطرات الحمل لنقل مخلفات الحجاج، وتثبيت فرق مساندة من المشرفين والفنيين والسباكين في كل موقع للتدخل السريع في حالة الطوارئ. وفي ذات السياق استعدت إدارة سقيا زمزم برفع كامل طاقتها ووضع خطه تشغيلية خاصة لهذا اليوم بما يوفر على قاصدي البيت العتيق الجهد والزحام، بحيث تم تغير مواقع حافظات زمزم ووضعها في أطراف المطاف، وتعويضها بزيادة عدد حقائب سقيا ماء زمزم وحقائب توزيع العبوات من الماء المبارك. أما إدارة الحشود فبدأت منذ الصباح الباكر بعمل الجولات الميدانية وذلك لتحديد المصليات النسائية بالأشرطة التوجيهية وتوجيه الحجاج في جميع أدوار المسجد الحرام والبدرومات والساحات الغربية والشرقية والسطح، كما تم الاستفادة من الحواجز البلاستيكية لفرزهم حسب المساحة المكانية بالإضافة إلى رصد جميع الملاحظات والعوائق التي تعيق حركة الحشود ومتابعتها والقيام بتحليلها وتصنيفها وإيجاد حلول مناسبة لها في جميع المواقع بالمسجد الحرام وساحاته وداخل صحن المطاف والممرات المؤدية إليه وتثبيت كاميرات في المواقع الأكثر كثافةً. وكثفت إدارة اللغات والترجمة وجودها لتفعيل برنامج “الإرشاد المكاني” (وحدة لسان الحاج والمعتمر) والذي يهتم بإرشاد الزوار بلسان الحاج ولغته في أروقة المسجد الحرام وساحاته بعشر لغات وهي: (الإنجليزية، الأوردية، الإندونيسية، الفرنسية، الفارسية، التركية، لغة الهوسا، البنغالية، الصينية، الروسية). ويأتي هذا التنظيم بالاشتراك مع القوات الخاصة لأمن المسجد الحرام وباقي القطاعات العسكرية والأمنية والطبية المشاركة في تنظيم الحج والمنتشرة في جميع أرجاء المسجد الحرام وذلك لتوفير كافة الخدمات اللازمة لاستقبال ضيوف الرحمن.ودعت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام و المسجد النبوي حجاج بيت الله الحرام بأن يلتزموا بالتعليمات الموجودة على الشاشات الخارجية وأن يتجهوا إلى الأدوار العلوية لأداء الطواف بعيدًا عن مواطن الازدحام والتكدس وذلك حفاظاً على سلامتهم وسلامة غيرهم من إخوانهم الحجاج.
مشاركة :