تناولت في سلسلة مقالات رصد وتحليل ظاهرة الإعلام الاجتماعي (مشاهير السوشيال ميديا) أو (هوس الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي)، وبعد مقدمات فكرية وتربوية ركزت على الفاشينستات كنموذج.واليوم أنتقل إلى بعد آخر تعالت أصوات التربويين في التحذير منه وتوجيه الوالدين بنتائجه السلبية عليهم.ابتداءً فإن الحديث عن إيجابيات وسلبيات شهرة الأطفال على وسائل الإعلام يطول، فالدراسات كثيرة في هذا الباب.ولعل عبارة (سلاح ذو حدين) تختصر نتيجة هذه الدراسات.وهذه الخلاصات غالباً ما تحذر من السلبيات الكثيرة للفكرة أضعاف ما تتحدث عن إيجابياتها.فهي أقرب ما تكون إلى الوصف القرآني (وإثمهما أكبر من نفعهما).صحيح أن شهرة الطفل تمنحه شعوراً بالسعادة، وتشجعه على التميز وتعطيه ثقة بالذات وبعض الصفات القيادية.لكن ما نشاهده من طرق دفع الأطفال للشهرة بطريقة غير رشيدة، ومرتبطة بالثراء السريع، وجعل الطفل وسيلة تجارية ومصدرا للتكسب السريع، أمر له ثمراته المرة على الطفل وأسرته والجمهور المستهدف لاسيما الأطفال.ومن تلك الآثار السلبية لمحرقة الشهرة غير الرشيدة للأطفال أنها:- تسرق منهم طفولتهم، بساطتهم، وتلقائيتهم الفطرية.- تغتال عفويتهم فتخلق عندهم حالا من التصنع والاهتمام المبالغ فيه بالمظهر والأناقة في غير وقتها ومحلها، ألا تلاحظون مثلا ماكياج الطفلة صار نسخة من ماكياج أمها!- شعورهم أنهم تحت الأضواء ومحور الحديث والاهتمام، يصيبهم مع الوقت بتسرب داء الغرور لهم، ومن ثم بنزعات العصبية والعصيان والتمرد على من يجب عليهم احترامهم.- لاحظ المدرسون أن بعض أطفال الشهرة تضخمت لديهم آفة الفوقية على زملائهم وأقرانهم.- تعودهم الإنفاق على الكماليات، من دون مراعاة ظروف وقدرات العائلة.- تهدر أوقاتهم في إدمان التواصل مع المتابعين والمعجبين... هذا غير السفرات والحفلات.- تقتل فيهم الهمة والجدية والدافعية للتعلم وتزهدهم في التفوق الدراسي!ولماذا يدرس وهو على مدار الساعة مشغول بوسائل التواصل، والاستعداد للظهور والاستعراض الجديد للجماهير. - تحرق مراحلهم العمرية وعملية النضج التدريجي، وهذا يؤدي إلى اضطراب سلوكي يظهر على شكل مراهقة متأخرة وقد تصل إلى حد الاكتئاب المرضي الذي يتطلب العلاج.ماذا تقول الدراسات؟ ومن المستفيد الأكبر من محرقة الأطفال بلهيب الشهرة؟ ومن الخاسر الأول؟للحديث تتمة. @mh_awadi
مشاركة :